كشفت مصادر مصرية موثوقة خاصة النقاب عن استياءٍ القاهرة من مشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في جنازة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في العاصمة الإيرانية طهران، وهو ما يخالف شرطاً وضعته القاهرة لخروج هنية من مصر في جولة إلى العالم بما فيها قطر وتركيا، رهناً بعدم تضمين زيارة لطهران.حسب تقرير لصحيفة "دار الحياة".
وأوضحت المصادر المصرية لـلصحيفة بأن هنية تجاهل الرسائل المرسلة من القاهرة ودول عربية سنية أخرى بضرورة عدم المشاركة في جنازة سليماني، إلى جانب مخالفة هنية الاتفاق الشفوي مع القاهرة الذي أخذه على نفسه نظير السفر إلى عدة دولٍ عربية واقليمية.كما ذكر التقرير
وأشارت المصادر إلى أنَّ القاهرة سمحت لهنية بمغادرة مصر في رحلة إلى جميع أنحاء العالم بينها تركيا وقطر، رهناً بتعهد هنية بعدم تضمين زيارة لطهران، لافتةً إلى الدولة المصرية تفاجأت بزيارته لإيران ومشاركته بقوة في جنازة قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني.
ولفتت المصادر إلى أن المصريين غير راضين مطلقاً من مشاركة هنية في جنازة قاسم سليماني، لاسيما أن هنية خطب خطاب مديح في تأبين سليماني.
وأشارت المصادر إلى أنَّ زيارة هنية لإيران ومشاركته بقوة في جنازة سليماني سيتسبب بأزمةٍ كبيرةٍ مع حركة حماس، لاسيما أن القاهرة اعتبرت أنَّ زيارة هنية لطهران ستسبب لها حرجاً كبيراً مع الإمارات التي كانت إحدى الدول التي طلبت من القاهرة الاشتراط على هنية بزيارة أي دول في المنطقة غير إيران، لاسيما أن الامارات هي من اقرب الحلفاء للقاهرة.حسب التقرير
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية قال في كلمة له خلال مراسم تشييع قاسم سليماني في طهران "أتينا من فلسطين لنقدم التعازي الى سماحة القائد السيد علي خامنئي والجمهورية الإسلامية بشهادة الفريق سليماني (..) سليماني هو شهيد القدس وله الفضل لما وصلت اليه المقاومة في فلسطين.".
حماس في مأزق كبير
هذا وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وضع حماس في مأزق كبير بين اختيارها لترتيبات الهدوء بغزة، أو الدعم من إيران.
ورأت الصحيفة بأن مشاركة هنية في جنازة سليماني، بأنها قد تؤدي إلى ردود فعل غير متوقعة من إسرائيل ومصر.وقالت "إن التأثير الاستراتيجي العسكري الإيراني على حماس والجهاد الاسلامي قد يؤثر على ترتيبات الهدوء والاتصالات المكثفة في الأسابيع الأخيرة بين إسرائيل وحماس بشكل غير مباشر وبرعاية المخابرات المصرية ومبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في حماس قوله إن الزيارة إلى طهران لم يكن منسق لها، بل تمت على خلفية اغتيال سليماني، مشيرًا إلى أن هنية أبلغ القاهرة قبيل سفره إلى طهران.
ورجح المسؤول أن لا تلقى تلك الزيارة معارضة مصرية، خاصةً وأن مصر لا تتوافق بالضرورة مع الرؤية الإسرائيلية بشأن إيران، لاسيما وأن حماس لا زالت متمسكة بمبادئها التوجيهية واتفاقياتها مع القاهرة.
وقالت مصادر أخرى من حماس، إن المحادثات الرامية إلى تحقيق الاستقرار والهدوء وصلت إلى مراحل متقدمة، لافتة إلى أن هناك تسهيلات من الجانبين الإسرائيلي والمصري والجميع يريد الاستمرار في ذلك.
وأوضحت الصحيفة، "أن المعضلة ليست بسيطة لهذه الدرجة، فحماس لا يمكن أن تتخلى عن إيران وحزب الله من وجهة نظرها العسكرية الاستراتيجية، ولكن من ناحية أخرى تتحمل الحركة مسؤولية 2 مليون مدني في غزة، ومصر لن تسمح لأحد بالتحكم بمصيرهم، لذلك الاتجاه الحالي هو الحفاظ على توازن صارم، والدليل على ذلك أن حماس والجهاد عبرتا عن غضبهما وإدانتهما لعملية اغتيال سليماني لكن لا أحد يفكر بالرد عسكريا"، وفق ما ورد في الصحيفة.
وقال مسؤول مصري كبير للصحيفة، "إن التقديرات بأن مصر لن تتخذ على الفور إجراءات ملموسة ضد هنية وقيادة حماس، لكن قد يضطر هنية الانتظار فترة طويلة حتى يسمح له بالعودة إلى غزة، أو أن يسمح له بالسفر مجددا خلال المستقبل القريب في حال عاد لقطاع وفكر بالسفر.
وأشار إلى أن مصر لن تغير من سياساتها ولا تريد كسر الصيغة الحالية بالحفاظ على الهدوء في غزة ومنع انهيار الوساطة التي تقوم بها لأجل ذلك.