نشرت القناة "13" العبرية مقطع فيديو يظهر 4 من عناصر الشرطة الإسرائيلية يعتدون بوحشية على شاب فلسطيني حتى بعد فقده الوعي، إلا أن النيابة العامة أغلقت لاحقا التحقيق في الواقعة دون تقديم المعتدين للمحاكمة.

ويظهر الفيديو 4 من مقاتلي حرس الحدود وهم يوقفون شابا (19 عاما) من القدس الشرقية للتفتيش، عند حاجز قرب باب العامود، أحد أبواب مدينة القدس الرئيسية، قبل أن يوجهوا له اللكمات والركلات.

واشتكى الشاب الفلسطيني في قسم التحقيقات مع الشرطة الإسرائيلية "محاش" التابع للنيابة العامة، لكن الأخير قرر عدم محاكمة عناصر الشرطة.

وبدأت الواقعة التي حدثت قبل نحو شهرين بحسب القناة، عندما قرر جندي إسرائيلي إيقاف الشاب للتفتيش، طالبا منه إبراز هويته.

وعندما أخبر الشاب الجندي أنه نسي هويته داخل السيارة، طالبه الأخير بالدخول إلى نقطة الحراسة، وقتها جذبه أحد الجنود الآخرين من قميصه، إلا أن الشاب بادر إلى دفع يد الجندي.

وقتها بدأ الجنود الأربعة بصفع الشاب وركله بعنف، ورش أحدهم رذاذ الفلفل في وجهه، فيما خنقه آخر من الخلف حتى فقد وعيه.

ورغم تمدد الفلسطيني على الأرض فاقدا للوعي، ظهر الجنود الأربعة وهم يواصلون ركله في أنحاء متفرقة من جسده، رغم أنه لم يشكل أي خطر عليهم، وفق المصدر ذاته.

وبعد مرور 20 دقيقة، استدعى الجنود سيارة إسعاف نقلت الشاب إلى المستشفى، وبعد تلقيه الإسعافات الأولية، زج به في السجن بتهمة مهاجمة عناصر الشرطة، لكن تمت تبرئته بعد ذلك.

ولاحقا تقدم الشاب الفلسطيني ببلاغ ضد الجنود الأربعة في قسم التحقيقات مع الشرطة الإسرائيلية، لكن جرى إبلاغه الأسبوع الماضي، بإغلاق التحقيق دون توجيه اتهام إلى المعتدين.

وحصلت القناة "13" على توثيق للواقعة من كاميرات المراقبة الموجودة بالمكان.

من جانبها، قالت مديرة اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل المحامية إفرات بيرغمان سابير: "نرى في المقطع بوضوح، توثيقا للعنف الوحشي من قبل 4 شرطيين يهاجمون شابا، طالبا في إدارة الأعمال".

وأضافت سابير في تصريح للقناة: "لا يعقل إغلاق مثل هذا البلاغ الخطير دون تحقيق جنائي، ودون مساءلة المتورطين".
وقالت إنها طعنت على قرار إغلاق التحقيق ضد مقاتلي حرس الحدود المتورطين في ضرب الشاب.

بدورها، ردت الشرطة الإسرائيلية بالزعم أن "المشتبه به رفض الخضوع للتفتيش وقاوم، بل استخدم القوة ضد عناصر الشرطة".
وأضافت "بعد الواقعة تم فتح تحقيق لدراسة مزاعم المشتبه فيه، وتم إغلاقه لعدم وجود تهمة"، بحسب القناة "13".