شيخ الطريقة..!

بقلم: أشرف صالح

اشرف صالح

 لم أقصد الأحزاب السياسية والتي تسمي نفسها حركات مقاومة إسلامية(..) , ولم أقصد من يوصفون أنفسهم بالشيوخ رغم أن رواتبهم من ضرائب الدخان والمعسل , ولم أقصد التيار السلفي المتشدد والذي لا يطبق سوا آيات الحرابة للدعوة الى الخلافة الإسلامية , ولم أقصد الأحزاب المتهمة بالتشيع.. فأصحاب هذه المدارس والأفكار لا خوف منهم , فجميعهم يدورون في فلك السلطة والحكم , ووجودهم تحت دولة القانون والمؤسسات لا يؤثر عقائدياً على السلوك العام والأمن الإجتماعي , ولكنني سأتحدث عن الإعتقاد الأخطر والموجود في غزة كما أنه موجود في الدول العربية والإسلامية , وهو يتمثل في إحدى الطرق الصوفية وعنوانه "رفع التكليف" بما يعني أن "شيخ الطريقة" يصل الى مرحلة معينة من العلم والإيمان تجعله غير مكلف بالعبادة , ليتفرغ فقط للإشراف على مريديه!!

بالفعل هؤلاء موجودون في غزة وفي الدول الإسلامية والعربية , وهم ينتمون الى إحدى الطرق الصوفية "الزوايا" والأكثر غلواً بهذا الشأن , ويعتبرون أن كبيرهم "شيخ الطريقة" قد وصل الى مرحلة من الدين والعلم ترفع عنه التكليف بالعبادات , بمعنى أنه يتوقف عن الصلاة والزكاة والصوم لأنه ضمن الجنة , يعني حصل على صك الغفران كما يقولون المسيحيين!!

قبل أن أوثق هذا الإعتقاد الخطير على وسائل الإعلام , تحدثت مع عدة شيوخ من الطرق الصوفية المعتدلة , والتي لا تؤمن بالإعتقاد الذي ذكرته أعلاه , وقالوا لي أنه بالفعل توجد هذه الطريقة الصوفية في غزة , والتي تؤمن برفع التكليف بالعبادة لشيخ الطريقة , وقالوا أيضاً أنهم جاءوا إليهم في الزاوية وعرضوا عليهم الإنضمام معهم في هذه الطريقة , ولكنهم رفضوا ذلك , لأن هذا يعني الإشراك بالله .

إذا كان خلافنا السياسي وصراعنا على السلطة أعادنا للوراء مئة عام , فماذا سيحدث بنا ما إذا توغل الخلاف العقائدي بيننا؟ وهل سيأتي يوم ليضطر شيخ الطريقة أن يحمل سلاحاً ويدافع عن إعتقادة ضد النظام الحاكم , أو ضد دولة القانون , مثلما خرجوا شيوخ حزب التحرير في الضفة ليعلنوا عن العيد خلافاً لمفتي الدولة , ومثلما قاموا السلفيين الجهاديين في غزة بالتفجيرات..

اشرف صالح

كاتب صحفي

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت