بعد تعطل أجهزة التكييف المركزى بغرف عمليات م.العيون..

كيف تمكنت وزارة الصحة في غزة من توفير الحلول والبدائل السريعة لضمان استمرارية خدمة جراحة العيون للمرضى؟

"حلول وبدائل سريعة أوجدتها وزارة الصحة  لتضمن استمرارية خدمات العيون لمرضى قطاع غزة بمجرد توقف اجراء العمليات الجراحية داخل مستشفى العيون بسبب تعطل أجهزة التكييف المركزى ، و بالتزامن مع انتهاء برنامج" الإيكو" وتحويل الحالات الى المستشفيات الصحية الأهلية عبر وكالة الغوث"الأونروا"، عمدت الوزارة الى افتتاح غرفة عمليات بشكل طارىء فى مجمع الشفاء لإجراء عمليات العيون الداخلية كالمياه البيضاء والجلوكوما".

 

ولتسليط الضوء أكثر حول هذا الموضوع، كان لنا حوارا خاصا مع مدير مستشفى العيون د.حسام داوود استشارى طب العيون.

 

ما تداعيات توقف اجراء عمليات العيون وهل شمل القرار جميع أنواع العمليات؟

 

يوضح د. داوود بأن قرار توقف اجراء العمليات الجراحية فى مستشفى العيون جاء فى فبراير 2019 بناءً على قرار من وزارة الصحة وذلك بعد اكتشاف تعطل فى التكييف المركزى لغرف العمليات،وقد تم استثناء العمليات الجراحية خارج مقلة العين مثل تثبيت القرنية وعمليات تسليك مجرى الدمع وعمليات كيس الدمع والفحص تحت البنج الكلى الى جانب عمليات الحالات الطارئة.

 

ويقول أن هذا التوقف جاء بالتزامن مع الحلول البديلة التى وفرتها وزارة الصحة عبر برنامج الإيكو التى نفذته وكالة الغوث من خلال تحويل الحالات المجدولة الى المؤسسات الصحية الأهلية والتى خففت عبئا كبيرا عن المرضى كحل استثنائي الى حين انتهاء أعمال الصيانة فى غرف العمليات.

 

ويتابع د.داوود قائلا:"تحويل الحالات عبر "الايكو" أتاح المجال بشكل أوسع لانهاء قوائم الانتظار من العمليات العينية خارج مقلة العين التى تجاوزت العام،حيث تمكنت الطواقم الطبية فى مستشفى العيون من اجراء كافة هذه العمليات خلال خمسة شهور بمعدل (15_20)عملية يوميا تشمل عمليات الكيس الدمعى و تثبيت القرنية المخروطية التى كان لهما النصيب الأكبر من الانجاز،لافتا إلى أنها كانت تجرى فى السابق بمعدل يوما واحدا فى الاسبوع لكل منهما،كما وأن عام 2019 سجل نسبة اجراء عمليات التجميل تعادل 24%مقارنة بالعام 2018 التى سجلت نسبة8%،إضافة إلى عمليات الحول والظفرة وغيرها .

 

وعزا سبب ذلك الإنجاز السريع الى الجهود المضاعفة من قبل الطواقم الطبية،وعدم اشغال جميع غرف العمليات بأعمال الصيانة حيث كان العمل بها بالتوالى بمجرد الانتهاء من صيانة وتجهيز غرفة كاملا يتم مباشرة اجراء العمليات الجراحية بها وهكذا الى أن تم تجهيز الثلاث غرف بالكامل،مما ساهم فى سرعة الأداء كماً وكيفاً.

 

"الإيكو" ليس حلا كافيا ،،،

 

ويستطرد د.داوود:"بمجرد انتهاء برنامج الإيكو بدأنا نبحث عن بدائل سريعة وتنفيذ عديد الجولات المكوكية مع أركان الوزارة لضمان استمرارية الخدمة،فكان الحل الاستثنائى لنا هو فتح غرفة عمليات بمجمع الشفاء الطبى لحين الانتهاء من عمليات الصيانة،وبالفعل خلال وقت زمنى قصير بجهود مدير عام المستشفيات د.عبد السلام صباح والتعاون الكبير من قبل إدارة مجمع الشفاء، تم توفير هذه الغرفة مجهزة بطواقمنا الطبية ومعدات من مستشفى العيون ليبدأ العمل فى العاشر من نوفمبر 2019 بمعدل ثلاث أيام أسبوعيا ليصل عدد العمليات حتى نهاية ذات العام الى (74) عملية لتشمل عمليات المياه البيضاء والجلوكوما ،منوها الى أن هناك جهود لاضافة اجراء عمليات الشبكية لإنهاء معاناة المرضى وتخفيف عبء الانتظار.

 

جهود مضاعفة على الطواقم الطبية،،،

 

ويشير د.داوود الى الجهود المضاعفة التى يبذلها الفريق الجراحى من مستشفى العيون لإتمام العمليات الجراحية بمجمع الشفاء ،بحيث يقوم هذا الفريق بتجهيز المرضى وفحصهم داخل مستشفى العيون لينطلق بعدها محملا بالمعدات الطبية الى مجمع الشفاء لاجراء العمليات الجراحية بحيث يتكرر هذا المشهد بشكل شبه يومي لاتمام مهمته على أكمل وجه".

 

وذكر د.داوود أن إجمالى العمليات التى أجريت فى العام 2019(2138)عملية مقارنة بالعام (2018) والذى سجل (3362) عملية مشيرا الى الانخفاض الملحوظ فى عدد العمليات ،نظرا لانتقال عمليات المياه البيضاء الى مجمع الشفاء والتى وصل عددها خلال 2018 الى (1500) عملية.

 

ماذا بخصوص قرار استئناف العمل بحقن ابر الافاستين،،،

 

وفى هذا السياق يقول د. داوود:"شكل توقف حقن ابر الافاستين عبئا كبيرا على المرضى خاصة وأنها مرهقة ماديا عليهم فى المراكز الصحية الأهلية والخاصة ،فكان لا بد من استعادة هذه الخدمة التى توقفت بسبب أعمال الصيانة، ومستشفى العيون هو المستشفى المركزى بقطاع غزة لخدمات العيون و هو الملاذ والحاضن لهؤلاء المرضى فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وانتظار المريض يعرض بصرهم للخطر، فمجرد الانتهاء من صيانة أول غرفة عمليات تم استئناف العمل بحقن الافاستين والتى كان ينتظرها ما يقارب من (1200) مريض حيث تم حقن حوالى(444) حقنة للمرضى منذ الرابع عشر من نوفمبر 2019بمعدل من (50-55) حالة أسبوعيا أى 15حالة يوميا،و الذى ضاعف جهود الطواقم الطبية لإنهاء معاناة المرضى وعدم تعرضهم للخطر أو فقدان بصرهم.

 

وتعقيبا على ذلك ،أكد د.عبد السلام صباح مدير عام المستشفيات بوزارة الصحة، على تضافر الجهود من قبل المخلصين فى وزارة الصحة ممثلة بعطوفة وكيل وزارة الصحة د.يوسف أبو الريش بتخصيص مبلغ 90 ألف دولار من وزارة المالية لشراء وحدات التكييف المركزى،والعمل على تركيبها بشكل عاجل ومن المتوقع إعادة تشغيل غرف العمليات بمستشفى العيون خلال الثلاث اسابيع المقبلة.

 

وثمن د.صباح جهود الطواقم الطبية داخل مستشفى العيون التى عملت خلال الفترة الماضية على مضاعفة تلك الجهود لإنهاء معاناة المرضى وتخفيف قوائم الانتظار الطويلة والتى عززت استمرارية خدمة جراحة العيون فى وزارة الصحة.

المصدر: حوار - نهى مسلم -