حين تشاغب بهمساتِها وتفرّ في العتمة

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين

عندما أنام في حجرتي الدافئة، أراني أمام مشهد معتم؛ كأنني في حالة استعداد لتصوير مشهد في العتمة.. هناك اسمع همسات غريبة من امرأة تفرّ بسرعة عندما اهمّ بإشعال اللامبة.. الحُلْم كل ليلة يأتيني، لكنْ كل المشهد يظلّ في العتمة. مشاغباتها وهي تهمس لا تشبهها ..اعني امرأة غضبتُ منها ذات زمن وطردتها.. صوتها في الحلم لا يحاكي صوت تلك المرأة، التي سحرتني ولم تجعلني اخرج من حجرتي الدافئة لزمن سرمدي.. كانت تريد مني لا شيء سوى التحديق في عينيها لساعات لاشعال الحب بنظراتها.. اعتقدت بأنها امرأة مهووسة في قوامها؛ وتريد منّي مدحا غزليا بلا توقّف.. تعبت منها وطردتها ذات يوم مكفهر هبّت فيه الرياح المغبّرة؛ وحين رحلت، قالت: لقد تغبّر شَعري الطويل، يا لك من رجُلٍ لا تفهم الحُبّ في العتمة.. مشهد الحلم الذي اسمع فيه كل ليلة همسات من امرأة يستمر لثوان معدودات؛ ويعود كل ليلة واعجز عن مسكها لاعرف من هي، التي تشاغب في عتمة مجنونة بالصمت.. لا تشبه تلك المرأة؛ فكلّما اشعل الضوء تهرب في الفراغ المعتم خارج النافذة، رغم انها موصدة باحكام.. اقول اهي امراة شبح تغيّر صوتها، لا ادري. ففي الحلم اراها امرأة مشاغبة لا تشبه تلك المرأة؛ التي جنّنتني بقدّها الساحر وبعينيها الشغوفتين لاسكات شفتيها التواقتين للاصغاء لهمسات صاخبة في عتمة صامتة..

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت