تتسلّل خلسةً من فتحاتِ سمائها وتأتي عبر الفراغ الصامت لكوْنها المعتم؛ وتقف امامي لتواسيني في وحدتي ..هناك أرى صمت شفتيها.. نظرات منها تجعلني افرّ من وحدتي للحظات قبل أن تعود إلى كوْنها.. تأتيني بروحها.. تشعّ منها اضواء السماء ..ترتدي ثيابا ابيض.. تظلّ صامتة حتى شفتيها تبقى في صمت مجنون.. لا تتحدث معي.. فمن نظراتها اعي مجيئها.. انظر إليها بصمت وأقول يا لهذا الحلم؛ رغم انني ارى رؤية امام عيني الحزينتين منذ دهرٍ من وحدتي؛ التي تلازمني منذ أن رحلتْ حبيبتي، لكنني أراها الآن تقف بصمتٍ وكأنها تريد القول لم أرحل، فها أنا اعود اليك ولو لحينٍ كي اواسيكَ في وحدتكَ المجنونة ..
أعلم بأنك حزينٌ على رحيلي، لكن روحي تأتيك كلما راتك حزينا، انظر إلى شفتيها واصغي عن قربٍ لشفتيها الصامتتين.. تحرّك حُزْني من مكمنه وترميه إلى حيّزٍ معتم وتقول: افهمْ صمت شفتي.. هناك اصغي لهمساتها رغم صمت شفتيها، تسرّني للحظات قبل أن ترحل مرة أخرى الى سمائها.. اعود إلى وحْدتي واجلس في حيّزي الصّامت انتظر عودتها .....
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت