ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تعتمد منذ احتلالها مدينة القدس على مخطط هدم المسجد الاقصى المبارك حيث تعمل على مخالفة كل القوانين الدولية الخاصة بوضع مدينة القدس وتعمد استمرار الحفريات اسفل المسجد الاقصى لتغير معالم المدينة المقدسة والعمل على تهويدها وان مخاطر الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال وطواقمها الفنية وأذرعها المختلفة أسفل المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس المحتلة خاصة أنها تقوم بأعمال حفريات واسعة النطاق في تلك المنطقة باتت وبشكل واضح تهدف الى التخطيط لهدم المسجد الاقصى وتغير معالم المنطقة .
وقد تصاعدت هذه الممارسات بعد سياسة الادارة الامريكية وتواطئها مع الاحتلال حيث وفر الغطاء الامريكي الحماية الدولية للاحتلال سواء باستخدام الفيتو او بدعم السياسة الاسرائيلية على المستوى الدولي للنيل من المسجد الاقصى .
أن النتائج الكارثية للحفريات باتت تظهر واضحة عبر ترك اثار وإضرار على بيئة المدينة وتسببت فى ترك تشققات كبيرة وتعرض اساسات منازل المواطنين ومحلاتهم التجارية للاهتزاز والضعف بعد ان تم تسريب المياه من الأعلى والأسفل وإغراق أجزاء منها وخاصة في حي باب السلسلة في البلدة القديمة مما يؤثر على وضع الطبوغرافيا وسمات سطح الأرض الخاصة في محيط مسجد الاقصى. وتفرض بلدية الاحتلال في القدس طوقا على سكان المدينة وتمنعهم من اصلاح منازلهم لإجبارهم على تركها في ظروف مهددة بالانهيار بأي لحظة نتيجة التصدعات التى تحدث في الطرق والجدران وسط إهمال واسع النطاق ومتعمد من قبل طواقم بلدية الاحتلال التي تلجأ لمحاولة ابتزاز المواطنين لإخلاء منازلهم بحجة الانهيارات والتشققات من اجل تنفيذ مشاريع استيطانية تهويدية في المناطق المحاذية لموقع المسجد الاقصى لتغير معالم المدينة وتهويدها بالرغم ان عدد كبير من تلك المباني المهددة بالحفريات هي تاريخية وأثرية .
ان ما تقوم به سلطات الاحتلال من حفريات في محيط الأقصى جريمة نكراء وفقا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف مما يستدعي تشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف على مخاطرها ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين عنها ويتطلب ايضا قيام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة الـيونسكو باتخاذ خطوات لحماية التراث الاسلامي للمدينة وضرورة ان تتحمل المسؤولية الدولية وإجبار سلطات الاحتلال على وقف تلك الحفريات فورا وتبني قرار دولي واضح بهذا الخصوص .
وتستمر هذه الاعتداءات بحق التراث الاسلامي للمدينة المقدسة في ظل غياب اي دور لمنظمة التعاون الإسلامي ومئات الهيئات والجماعات الإسلامية التي لا تحرك ساكنا وهي تشاهد الأقصى يغرق كل يوم بأعداد غير مسبوقة من المقتحمين اليهود وسياسات سلطات الاحتلال لتهويد المدينة .
ان تلك الحفريات الهادفة بالأساس الى تغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم ومحاولة فرض رواية الاحتلال الاسرائيلي بالقوة وإتباع سياسة الكذب وسرقة التراث الاسلامي والعربي الاصيل للمدينة من خلال تزوير المعالم الأثرية الموجودة فوق الأرض وباطنها والعمل على تهويدها في مخالفة لكل الحقائق الاساسية والتشريعات والقوانين الدولية متناسين ان دولة الاحتلال الاسرائيلي تم انشائها فوق التراب الوطني الفلسطيني وان كل ما تقوم به من ممارسات هي بفعل احتلالها واستخدامها للقوة والهيمنة والغطرسة.
ان سلطات الاحتلال والإدارة الامريكية برئاسة ترامب يتحملون مخاطر تلك السياسات التى ستؤدي الى تأجيج الصراع وإعادة المنطقة الى مربع الصفر وهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن نتائج وتداعيات الحفريات التهويدية الاستعمارية وما يترتب على مستقبل المدينة المقدسة.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت