اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك بعد صلاة الفجر، يوم الجمعة، واعتدت بوحشية على المصلين الفلسطينيين لدى خروجهم من المسجد، في محاولة لإخلاء المسجد من المصلين، ما أدى إلى إصابة العشرات.
وقال شهود عيان إن أفراد شرطة الاحتلال أطلقوا الأعيرة المطاطية باتجاه المصلين عقب مشاركة آلاف في حملة "الفجر العظيم" بالمسجد الأقصى.
وحسب الشهود أصيب 5 مصلين بالرصاص والعشرات بجراح مختلفة نتيجة الضرب المبرح عقب اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى .
وادعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أن قواتها اقتحمت الحرم القدسي بزعم حدوث "أعمال شغب" وإطلاق "هتافات وطنية"، وأن مئات المصلين نظموا مسيرة "وخرقوا النظام العام".
وتابعت الشرطة أن قائد شرطة الاحتلال في منطقة القدس، دورون يديد، أصدر أوامر بتفريق المصلين، وقال إن "شرطة إسرائيل لن تسمح بأعمال شغب وخرق النظام العام في جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف)، وستعمل من أجل منع كافة أعمال الشغب أو الهتافات على خلفية قومية" على حد زعمه..
وأدى آلاف المصلين الذين قدموا من مدينة القدس ومدن الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، صلاة الفجر، يوم الجمعة، في المسجدين الأقصى في القدس المحتلة والإبراهيمي في مدينة الخليل، ضمن حملة "الفجر العظيم"
وأغلقت قوات الاحتلال طريق باب الأسباط لمنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى، ومنعت المبعدين من أداء الصلاة على أبوابه، ما اضطرهم إلى أداء صلاة الفجر في الطريق بين بابي حطة والأسباط.
كما اعتقلت قوات الاحتلال أحد المصلين عند خروجه من إحدى بوابات المسجد الأقصى، بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح.
وقالت دائرة أوقاف القدس المحتلة، في بيان لها: إن "قوات الاحتلال اعتدت على المصلين بوحشية، فور انتهائهم من الصلاة، وأطلقت الأعيرة المطاطية لتفريقهم".
وأضافت أن قوات الاحتلال أصابت ما لا يقل عن خمسة مصلين برصاصها المطاطي، في حين اعتقلت عددا من الشبان عقب الاعتداء عليهم بالضرب داخل المسجد وعند أبوابه.
وانطلقت دعوات شبابية فلسطينية للنفير العام، لأداء صلاة فجر اليوم في الأقصى، ردا على انتهاكات الاحتلال في الأقصى، وامتلأت مساجد الأقصى "القبلي والقديم والرحمة" بالمصلين الذين لبوا النداء، وعقب انتهاء الصلاة جابت مسيرة من مصلى باب الرحمة باتجاه ساحة المسجد القبلي.
وفي قطاع غزة، أدى الآلاف صلاة الفجر في مساجد القطاع، لإسناد المصلين في المسجدين الأقصى في القدس والإبراهيمي في الخليل، وذلك ضمن حملة "الفجر العظيم" والنفير العام، الذي دعت إليه حركة "حماس".
من جهتها، اعتبرت حركة "حماس"، اعتداء شرطة الاحتلال على المصلين في الأقصى "سلوك وحشي عنصري".
وقال حازم قاسم الناطق باسم الحركة، في بيان، إن "الاعتداء انتهاك فاضح لكل الأعراف والقوانين الإنسانية التي تكفل للناس الحق في العبادة".
وأضاف: "هذه الوحشية لشرطة الاحتلال لن تمنع أهل القدس من مواصلة صلاتهم ورباطهم في المسجد الأقصى".
وأكد أن الفلسطينيين "يخوضون معركة متواصلة دفاعاً عن هوية القدس ومستقبلها، وشعبنا لن يقبل في هذه المعركة إلا الانتصار".
من جهة اخرى، قالت الخارجية الفلسطينية في بيان، إن "هذا تصعيد استفزازي مقصود، وتحد سافر لمشاعر الملايين من العرب والمسلمين".
وأضافت "هذا الاعتداء غير القانوني وغير المبرر، حلقة في مسلسل الاستهداف المتواصل للأقصى بهدف تكريس تقسيمه زمانيا، تمهيدا لتقسيمه مكانيا". وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أنها ستتابع هذا الاعتداء مع الجهات الدولية المختصة كافة.
وكانت حركة "حماس" حذرت الأربعاء الماضي من استمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى، ووجهت نداء إلى الشعب الفلسطيني بعنوان: "فلننصر مقدساتنا وندق ناقوس الخطر"
وقالت الحركة: "إن هذه الحملة بمثابة رسالة تحدٍ للاحتلال، ونذيرًا له بأنّ مقدساتنا خط أحمر لا يمكن السكوت عنه".
وأضافت: "إن المخططات والمشاريع الصهيونية الخطيرة التي تدبر للمسجد الأقصى المبارك، والمسجد الإبراهيمي في خليل الرحمن، قد تسارعت في الآونة الأخيرة، بحق مقدسات شعبنا لفرض وقائع جديدة على الأرض، كجزء من مكونات الدولة اليهودية".
وحيت صمود أهالي القدس والضفة والخليل والداخل المحتل على ثباتهم في مقاومة كل المشاريع والمخططات الإسرائيلية ومواجهتها، وإصرارهم على تثبيت الحق الفلسطيني، والدفاع عن حرمة وقدسية المسجد الإبراهيمي والمسجد الأقصى المبارك، مشيرة إلى أن ذلك يتجلى في الجموع الكبيرة التي تحتشد يوميا بشكل كبير للصلاة فيهما، وخاصة في صلاة الفجر، متحدّين كل التهديدات والإجراءات القمعية الإسرائيلية.