أكد المرشد الإيراني، علي خامنئي، يوم الجمعة، على أن الضربة التي وجهتها إيران للقوات الأمريكية مؤخراً كانت بمثابة "صفعة وجهت إلى هيبتها واستكبارها"، مشيراً إلى أن " قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نراهما كمدرسة ورؤية ومؤسسة إنسانية عظيمة".
وقال خامنئي في خطبة صلاة الجمعة لأول مرة بعد 8 سنوات: "اليوم الذي استهدفت فيه صواريخ الحرس الثوري القاعدة الأمريكية هو أحد أيام الله"، مضيفاً أنه "بعد 41 عاماً من انتصار الثورة آتساءل عن هذه القوة التي أتت بالجموع في التشييع الذي حصل".
موضحاً أن "الأمبراطورية الصهيونية أرادت أن تتهم قائدنا بالإرهاب وبمواجهتها كانت ارادة الجموع الإيرانية"، متابعاً: "الشهيد سليماني كان من أقوى القادة في مكافحة الإرهاب".
وأردف خامنئي: "لقد قاموا باغتيال هذا القائد الذي لا مثيل له ولم يواجهوه وجهاً لوجه، كما أن الصفعة التي وجهت لأمريكا كانت بالضربة التي وجهت إلى هيبتها واستكبارها".لافتاً إلى أن "هذه الصفعة كانت الأكبر لأنها وجهت إلى هيبة أمريكا وأبهتتها وأراقت ماء وجهها"، مؤكداً أن "الحاج قاسم سليماني والعزيز أبو مهدي المهندس نراهما كمدرسة ورؤية ومؤسسة إنسانية عظيمة".
ونوه إلى أن "محاربو قواتنا المسلحة يدافعون عن المقدسات والشعوب المستضعفة ويقدمون أرواحهم، وتحت قيادة القائد سليماني ساعدوا غزة واليمن".
تابع أن "الملايين الذين شاركوا في التشييع في كرمان وطهران وخوزستان وغيرها كانوا في خط الثورة ضد الظلم"، مبيناً أن "الشعب أوضح أنه يدافع عن خط الجهاد ويعشق روح المقاومة بعكس الصورة التي يحاول البعض نقلها".
وأكد خامنئي أن "صرخات الدعوات إلى الانتقام كانت الوقود للصواريخ التي دكت القواعد الأمريكية".
وفي ما يتعلق بقضيّة الطائرة الأوكرانية، قال خامنئي إن "قلوبنا تحترق على ضحايا الطائرة التي سقطت، وأريد من كل أعماق قلبي أن أكون شريكاً في ما جرى على قلوب عوائل ضحايا الطائرة، وأقدم تعازي بالضحايا ويجب متابعة هذه الحادثة. لكن ما يريده العدو يجري على لسانه وهو فرح بالمزاعم بأن لديه وثائق تدين الحرس".
أما في ما خصّ الاتفاق النووي، فأوضح خامنئي أنه وبعد خروج أميركا من الاتفاق دعا إلى عدم الثقة بالدول الأوروبية الثلاث: بريطانيا وفرنسا وألمانيا، "فهذه الحكومات الحقيرة تحاول تركيع الشعب الإيراني، وأقول لهم أنتم أضعف من تركيعه"، مشيراً إلى أن إيران ليست ضدّ المفاوضات ولكن ليس من موقع الضعف، ومؤكداً أن الشعب الإيراني يجب أن تكون همته نحو مزيد من القوة والاقتدار، وأن الطريق الوحيد أمامه هو أن يصبح أكثر قوة، "وفي المستقبل المنظور لن يستطيع أعداء الشعب الإيراني حتى تهديده".
ولفت إلى وجود مساع مغرضة لخلق خلافات بين الشعبين الإيراني والعراقي من خلال ضخ إعلامي "شيطاني". وقال إن "القوى الغربية بالاعتماد على التقنية والسلاح والإعلام الكاذب استطاعت السيطرة على بلدان المنطقة، في وقت يتوقف مصير المنطقة على تحررها من الهيمنة الأميركية وتحرر فلسطين".
وشدد على أن شعوب المنطقة تستطيع أن تضع أساس الحضارة الجديدة من خلال التعاون والتلاحم والعلم، "فأعداؤنا وأعداؤكم يريدون تحقيق تقدمهم على حساب تخلفنا".
واعتبر أن الامتحان العسير الذي مرت به سوريا والفتن في لبنان والتخريب في العراق نموذج لسياسة العدو، و"كنموذج لوقاحتهم يلوح الأميركيون بأنهم قدموا إلى العراق ولن يغادروه".
يُذكر أن خطبة الجمعة هي الـ11 منذ توليه موقع المرشد خليفة للإمام الخميني عام 1989. في وقت توافد حشود من الإيرانيين إلى مصلى طهران حيث مكان الخطبة.
وكانت الخطبة الأخيرة للمرشد عام 2012 رداً على الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الذي قال في حينها أن جميع الخيارات مطروحة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وردّ في ذلك خامنئي أن التهديد بالحرب سيكون مكلفاً بنحو 10 أضعاف بالنسبة لأميركا.