الرئيس الإسرائيلي يوجه رسالة إلى العاهل المغربي

الرئيس الإسرائيل رؤوفين ريفلين

وجه الرئيس الإسرائيل رؤوفين ريفلين، رسالة إلى العاهل المغربي محمد السادس بمناسبة افتتاح متحف تراث يهود المغرب في مدينة الصويرة غربي البلاد.

ويحتضن هذا الصرح الروحي والتراثي، بعد أشغال ترميمه، كنيس “صلاة عطية” و“بيت الذاكرة”، والمركز الدولي للبحث حاييم وسيليا الزعفراني حول تاريخ العلاقات بين اليهودية والإسلام.

وأكد ريفلين في "تويتر" أن الدولة العبرية تابعت "بمشاعر من الفرح والغبطة" مراسم افتتاح المتحف الجديد التي جرت بحضور العاهل المغربي.

وتابع: "نود أن نعبر لجلالتكم عن أسمى آيات الشكر والامتنان لحرصكم على الحفاظ على روابط الألفة والود مع أبناء الطائفة اليهودية، وذلك اقتداء بنهج آبائكم، ولاهتمامكم كذلك بتعزيز الحياة المشتركة بين المسلمين، والنصارى واليهود".

من جانبها، أشادت الخارجية الإسرائيلية بإقامة الملك المغربي مأدبة عشاء على شرف أبناء الجالية اليهودية في البلاد وكبار الشخصيات التي جاءت من مختلف أنحاء العالم لحضور مراسم افتتاح ما يسمى "بيت الذاكرة" في الصويرة.

وكان العاهل المغربي محمد السادس، قد قام، الأربعاء المنصرم: بزيارة “بيت الذاكرة”، بالمدينة العتيقة للصويرة، وهو فضاء تاريخي، ثقافي وروحي لحفظ الذاكرة اليهودية المغربية وتثمينها، وفريد من نوعه بجنوب البحر الأبيض المتوسط وفي العالم الإسلامي.

وتعكس زيارة الملك لهذا الفضاء، العناية الخاصة التي يوليها بصفته أمير المؤمنين للموروث الثقافي والديني للطائفة اليهودية المغربية، وإرادته الراسخة في المحافظة على ثراء وتنوع المكونات الروحية للمملكة وموروثها الأصيل.

وتقدم للسلام على العاهل المغربي، الحاخام الأكبر للدار البيضاء جوزيف إسرائيل، والحاخام الأكبر دافيد بينتو، قبل أن يقوم العاهل بزيارة لقاعة الصلاة “صلاة عطية”، أحد المعابد اليهودية الأكثر رمزية بالصويرة -موغادور والتي تعكس تفرد وثراء الثقافة اليهودية المغربية.

بعد ذلك، تقدمت للسلام على العاهل المغربي المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو"، السيدة أودري أزولاي، قبل أن يقدم أندري أزولاي للملك، الكتابين المقدسين القرآن الكريم والتوراة.

وأدى المنشد ميشال أبيتان بعض الترانيم الدينية، قبل أن يتلو الحاخام الأكبر للدار البيضاء، جوزيف إسرائيل دعوات بارك فيها العاهل المغربي.

وألقى مستشار العاهل المغربي الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة – موغادور، أندري أزولاي، كلمة أكد فيها أن زيارة الملك تؤشر "لنهضة هذه المدينة التي لطالما كانت منفتحة على باقي العالم"، مشيرا إلى أنه "يوم تاريخي يحمل بصمة مغربنا العريق الذي تمكن من الحفاظ على التنوع الكبير الذي يعتبر الغنى المركزي لبلدنا". وأضاف السيد أزولاي أن “هذا البيت هو بيت للذاكرة والتاريخ، كما يعد بمثابة تلك البوصلة المغربية، التي يحتاجها العالم اليوم، عالم يبحث عن مرجعيات، عالم يدير ظهره لكل القيم، التي هي في الأصل قيم بلدنا، بقيادة أمير المؤمنين”.

ويعد "بيت الذاكرة"، الذي يجعل من كنيس “صلاة عطية” مركز جاذبيته، مكانا للذاكرة يروي بواسطة المعروضات والنصوص، والصورة والشريط، تلك الملحمة الفريدة للديانة اليهودية بمدينة الصويرة وموروثاتها، انطلاقا من طقوس تقديم الشاي، مرورا بفن الشعر اليهودي، ثم صياغة الذهب والفضة، والطرز، وخياطة القفطان، فالفنون الثقافية، والأدب، والعادات الصويرية بالكنيس، وصولا إلى المحلات التجارية الكبرى التي شكلت إشعاع موغادور في القرنين 18 و19. “بيت الذاكرة”، الذي يقدم ويشرح جميع مراحل حياة اليهود بالصويرة، منذ الميلاد إلى الوفاة، ومنذ بلوغ الشاب اليهودي سن الـ 13 "بار ميتزفاه" إلى بلوغ سن الزواج، يعتبر أيضا فضاء بيداغوجيا بفضل “المركز الدولي للبحث حاييم وسيليا الزعفراني” حول تاريخ العلاقات بين اليهودية والإسلام، والذي يشكل فضاء للتبادل بين الباحثين من مختلف الآفاق، وفضاء للتشارك ومقاومة فقدان الذاكرة.

وفي ختام هذه الزيارة، تقدم للسلام عل العاهل المغربي 27 شخصية من الطائفة اليهودية المغربية ومن العالم.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة