حذر أسرى وأشبال محررون من خطورة وتعقيدات نقل 34 طفلا من الأسرى الأشبال من سجن عوفر الاحتلالي غرب رام الله، إلى سجن الدامون الاحتلالي قرب حيفا، دون ممثليهم من الأسرى البالغين، وذلك في ندوة نظمتها وزارة الثقافة بالتعاون مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، يوم الأحد بوزارة الثقافة في مدينة رام الله.
وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف، "نسلط الضوء على الأشبال الأسرى في سجون الاحتلال الذي يحاول اخراجهم من نطاق الحركة الوطنية الأسيرة، وتشويه الحالة النضالية الفلسطينية، عبر زجهم ودمجهم مع المجرمين من السجناء المدنيين والجنائيين الإسرائيليين، وهو ما يعارض كافة المواثيق والأعراف الدولية المتعلقة بحقوق الأسرى الأشبال والأطفال المشروعة".
بدوره، تحدث الأسير المحرر عبد الفتاح دولة، أن عملية عزل الأسرى الأشبال والأطفال ونقلهم لأقسام في سجون فيها مساجين جنائيون، دون وجود ممثلين عنهم، تأتي في سياق استفراد مصلحة السجون بهم، وترك أقسامهم في حالة فوضى تنعكس على تصرفاتهم وسلوكهم وعلاقاتهم، ومحاولة ابتزاز الأسرى الأطفال أخلاقيا وأمنيا، وهو ما حصل قبل سنوات طويلة، ما فاقم من سوء حالة أقسامهم، وهو ما دفع الحركة الأسيرة إلى تقديم التضحيات من أجل تحسين ظروفهم، والعمل على انتداب أسرى كبار لتنظيم أمورهم، بعد سنوات من المطالبات بذلك، حيث جرى تنظيم كافة شؤون ومتطلبات حياتهم اليومية، ووضع برنامج تعليمي وتربوي وتثقيفي وضبط وتوجيه سلوك الأطفال.
وأضاف، مصلحة السجون انتبهت أن هناك حالة من الإشراف والحماية لهؤلاء الأطفال، وبالتالي هي لا تريد لطفل أن يخرج من السجن سليما، بل أن يخرج معطوبا وبمستقبل معتم، عزل الأسرى الأطفال في أقسام عزل وزنازين، وما يرشح عن امكانية وضع كل طفلين أو أكثر في زنزانة يعني الذهاب بهم إلى الهلاك، وسحبهم لمربع الفوضى، وكانت هناك كوارث عندما عزلوا وحدهم في السابق.
وحذر الأسيران المحرران ضرغام الأعرج، ولؤي المنسي، من الخطورة البالغة للخطوة التي اتخذتها مصلحة السجون بحق الأسرى الأطفال، مؤكدين أن هدفها تفريغ الأطفال والأشبال من المحتوى النضالي، والسعي للفوضى والمشاكل بينهم، وتعبئتهم بثقافة الاحتلال وأسراه الجنائيين القادمين من عالم العصابات.
وأوضح الأعرج والمنسي، أن وجود ممثلين للأسرى يعني ضبط أقسامهم وتوفير متطلباتهم، خاصة فيما يتعلق بالملابس والطعام، وخلق التعليم والتثقيف لهم.
واستعرض ثلاثة أشبال محررون هم: وحيد عادي من بلدة بيت أمر شمال الخليل، ومحمد عويسات من جبل المكبر في القدس، ومحمد جابر من بيت حنينا في القدس، الأوضاع الصعبة التي عاشوها خلال اعتقالهم والتحقيق معهم في مركز توقيف وتحقيق المسكوبية، وكيفية احتضانهم من قبل ممثلي أقسام الأشبال، حيث كانوا يتوجهون إليهم في كل مشكلة يواجهونها وفي كل ما يحتاجونه داخل الأسر.