الاحتلال يعمل للعودة إلى مشروع يهودا والسامرة

بقلم: سري القدوة

سري القدوة

ان السيطرة على المحميات الطبيعية في الضفة الغربية والقدس هي سياسة ليست جديدة من قبل سلطات الاحتلال ولكن تم الكشف عن نوايا الحقد الاسرائيلي ومشاريع الاستيطان اليهودي في اشكاله الجديدة الذي يهدف الى ضم الضفة الغربية تحت مسميات مختلفة والعودة الي مشروع يهودا والسامرة لضم الضفة الغربية والاستمرار في سرقة الاراضي الفلسطينية بذريعة الحفاظ على المحميات الطبيعية والتنوع البيئي فيها فهذا الامر المستهجن يعد خطوات عملية لسرقة الاراضي الفلسطينية حيث قامت سلطات الاحتلال بمنع المواطنين الفلسطينيين في كافة محافظات الضفة الغربية المحتلة من استغلال أراضيهم الواقعة في مناطق تلك المحميات لتوسيع المستوطنات والاستمرار في تنفيذ مخطط سرقة الاراضي الفلسطينية حيث اقدمت ما يسمى بسلطة الحدائق والطبيعة لدى الاحتلال على مصادرة الاراضي وعملت على شق الطرق الالتفافية لربط المستوطنات بذريعة أن الاراضي المستهدفة هي «محمية طبيعية» ويحظر على الفلسطينيين استخدامها بعد ان اعلنت عن اغلبية الاراضي في تلك المحمية باعتبارها «أراضي دولة» بهدف السيطرة عليها.

وكان وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت صادق على قرار الاعلان عن سبع محميات طبيعية جديدة في الضفة الغربية تبلغ مساحتها 130 ألف دونم معظمها اراضي دولة والباقي حسب التقديرات 20 ألف دونم من الاراضي هي اراض بملكية فلسطينية خاصة وهذا هو الاعلان الاول عن محميات طبيعية وحدائق وطنية في الضفة الغربية منذ التوقيع على اتفاقيات اوسلو ومع ذلك وخلال السنوات التي اعقبت التوقيع على تلك الاتفاقيات كانت توجد تغييرات في حدود المحميات الطبيعية القائمة وان اعلان بينيت يشمل ايضا المصادقة على توسيع 12 محمية قائمة وتشكل هذه الخطوة حرب شاملة على السلطة الوطنية الفلسطينية ويمارس قادة وجنرالات الحرب لدى الاحتلال عمليات التخطيط التي بدأت منذ عام 2008 لتعمل الادارة المدنية التابعة لمخابرات الاحتلال على تنفذ المخططات وتقوم بالإعلان عن ضم محمية وادي المالحة وجميعها على اراضي فلسطينية خاصة 14.236 دونم ومحمية وادي تيرتسا 200 دونم من الاراضي الخاصة ومحمية وادي أوغ 5700 دونم من الاراضي الخاصة على حسب ما اورد تقرير صادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع الى منظمة التحرير الفلسطينية.

ان وزارة جيش الاحتلال وبهذه الخطوة قدمت تعزيزا كبيرا لسرقة الارض الفلسطينية من اجل دعم الاستيطان ومواصلة تطوير الاستيطان اليهودي في مناطق ج بالافعال وليس بالاقوال ففي المنطقة التي يتم تسميتها بمنطقة يهودا والسامرة حسب زعم الاحتلال توجد مواقع طبيعية فيها مناظر خلابة سيتم توسيع القائم منها وتطوير اماكن جديدة حيث اوردت سلطة الاحتلال وفي تعميم خاص تطلب فيه من جميع مواطني الاحتلال التجول فى تلك المناطق والقدوم الى يهودا والسامرة والتنزه واكتشاف ومواصلة المشروع الصهيوني.

ان المحميات الطبيعية ليست سوى إحدى الوسائل للسطو وسرقة الاراضي الفلسطينية حيث يعمد الاحتلال على تحويل الارض التي يملكها الفلسطينيين وخاصة في القدس الى أراضٍ خضراء يطلق عليها اسم الحدائق اليهودية وتهدف إلى مصادرة الأرض ووقف التمدد السكاني للفلسطينيين وتحويلها لمحطات رئيسية لتمرير الرواية اليهودية لتزوير الحقائق التاريخية بالرغم من انها تقام على أراض خاصة يملكها المواطنون الفلسطينيون حيث تعمل سلطات الاحتلال على التنسيق بين دوائر الاحتلال المختلفة من اجل استكمال مخطط الاستيلاء على اراضي الفلسطينيين ووضعها في تصرف وخدمة الاستيطان اليهودي والمستوطنين.

 

بقلم :  سري  القدوة

سفير النوايا الحسنة في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت