نفتقد الميدان ودفء الصحبة ووحدة اللُحمة وحلاوة الروح ونقاء الناس والشعور بالعزوة والاندماج والأمان وقوة الظهر وسط كل هذه الملايين من الناس الطيبين.
· والشعور بالفخر للانتماء لمثل هذا الشعب العظيم، ولكوننا جزءا من كل الشعوب العربية الثائرة.
· نفتقد التحرر من الخوف والقهر، حين كان الجميع يعملون للشعب ألف حساب.
· وذلك الإحساس الرائع بمعنى العزة والكرامة للمرة الاولى منذ عقود طويلة.
· والتمتع بكل هذه الحريات التى لم يكن لها أسقف او قيود او حدود الا وعى الناس وضمائرها.
· نفتقد التحام الأهالى وتضامنهم واللجان الشعبية فى الشوارع والمنازل والحواري.
· ووقفة الطوابير الطويلة الممتدة للاستفتاءات والانتخابات، واختفاء التزوير، والاطمئنان الى النتائج وعدم معرفة المرشح الناجح مسبقا، وعدم تدخل اجهزة الدولة لصالح مرشح بعينه.
· ونفتقد المناظرات الرئاسية، وتعدد المرشحين، وتساوى الفرص.
· نفتقد الانتخابات.
· ووجود برلمان حقيقى يراقب السلطة التنفيذية ولا يخضع لها.
· والحق فى تاسيس الاحزاب والتنوع الكبير والواسع فى برامجها وافكارها.
· والحق فى ابداء الرأى وفى الكلام وفى التقاط انفاس لا يعدونها علينا.
· نفتقد الحق فى الاختلاف، والتعايش والتحاور بين المختلفين بدون استبعاد أو انقسام او كراهية او تخوين او تكفير.
· نفتقد حرية وحيوية وثراء مدينة الانتاج الاعلامى، وتعدد وتنوع الضيوف والآراء والاتجاهات فى قنواتها وبرامجها، بدون رقيب او توجيه.
· نفتقد الشفافية الكاملة، حين كان يدار كل شئ على الهواء امام اعين الجميع، بعيدا عن الكواليس والغرف المغلقة.
· والعصف الذهنى اليومى بين كل الأطياف والتيارات والاحزاب والشخصيات حول كل صغيرة وكبيرة، ومشاركة الرأى العام فى صناعة القرار.
· والندوات والمؤتمرات والتجمعات والفاعليات فى كل ربوع مصر من قرى واحياء ونقابات وجامعات ومقرات الاحزاب.
· نفتقد الحياة السياسية.
· نفتقد الصحف والصحافة والصحفيين وصفحات ومقالات الرأى.
· نفتقد نقابة الصحفيين وحرياتها وقاعاتها ومؤتمراتها وسلالمها.
· نفتقد عودة العمل السياسى الى الجامعات بعد ما يزيد عن 30 عاما من الحظر.
· والتحرر من حرس الجامعة ومن التدخل الامنى فى الانتخابات الطلابية.
· وانتخاب اعضاء هيئات التدريس فى الجامعات بدلا من تعيينها.
· ونفتخر بملحمة حصار سفارة (اسرائيل) واغلاقها وإنزال علمها.
· وتبادل الزيارات مع فلسطين عبر معبر رفح.
· ونفتقد مشاعر الرعب التى اجتاحت العدو الصهيونى من الثورة المصرية، وتوقف تصدير الغاز المصرى اليه.
· نفتقد حقنا فى حب فلسطين وفى كراهية اسرائيل.
· نفتقد خوف ورفض صندوق النقد الدولى إعطاء اى قرض للحكومة قبل التأكد من قبول وموافقة القوى الشعبية والسياسية المصرية.
· نفتقد قاموس الثورة الجميل: (ميدان التحرير، المليونية، ارفع راسك فوق، الشعب يريد، التظاهر والمتظاهرين .. )
· نفتقد ارتفاع الشعور بالتفاؤل والأمل فى المستقبل الى عنان السماء.
· نفتقد تراجع الرغبة فى الهجرة بين الشباب بل وعودة الطيور المهاجرة للمشاركة فى الثورة.
· نفتقد الشعور بالسكينة والنوم بعمق بدون خوف من زوار الفجر.
***
نفتقدها ونترحم على شهدائها، ونحزن على تعثرها ونندم على اخطائها وخطايها، ونحلم بحرياتها ومكتسباتها ونستلهم روحها ومبادئها فى كل ما نفكر فيه او نقوم به.
*****
محمد سيف الدولة
القاهرة فى 25 يناير 2020
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت