موقف عربي موحد في مواجهة صفقة القرن

بقلم: سري القدوة

سري القدوة

إن الشعب العربي الفلسطيني الذي رفض كل مشاريع التصفية والإبادة للقضية الفلسطينية يرفض وبشكل واضح أي تنازل عن حقوقه المشروعة ولن ولم يعترف بأي مشروع يستبعد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس واللاجئين والمستوطنات والحدود وأن الاعلان عن صفقة القرن بهذا التوقيت اصبح واضحا انه له وظيفة سياسية وهو خدمة نتنياهو في الانتخابات المقبلة بعد سلسلة الفشل التي لحقت به وبالتالي فإن المشروع أحادي الجانب بدأ تطبيقه منذ الإعلان عنه في 17 نوفمبر 2017 ولا يحمل أي جديد وان صفقة ترامب طبقت بالفعل عندما اعترف بالقدس عاصمة لدوله الاحتلال، إن اعلان ادارة ترامب عن مشروعها ونشره لا يتعدى سوى قضية لكسب الوقت ومحاولة اللاستمرار في لعبة الكذب والخداع الاعلامي الذي احترفه الرئيس ترامب واصبح ممثلا بارعا في هذا المجال.
إن مواجهة صفقة القرن تتطلب ضرورة انهاء الانقسام فورا واستعادة الوحدة الوطنية خاصة أن أحد محاور هذه الصفقة يعتبر قطاع غزة مركز حل القضية الفلسطينية وأن اعلان الولايات المتحدة عن ما تسمى صفقة القرن يمثل محاولة انقاذ جديدة لنتنياهو للفوز في الانتخابات الاسرائيلية المقبلة ومحاولة تهرب ترامب من التهم الموجهة من قبل الديمقراطيين في محاكمة ترامب الذين يصفونه بالديكتاتور الذي عرقل عمل الكونغرس للتستر على مخالفاته طيلة المرحلة الماضية.
إن مواقف القيادة والشعب الفلسطيني واضحة بهذا الخصوص وهو لا مساس بالوضع القائم في الضفة الغربية، وحقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتصرف وستتخذ القيادة خطوات واضحة تجاه المتابعة مع مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية كل على حده لتتحمل مسؤولياتها تجاه من يريد تدمير القانون الدولي والشرعية الدولية وان الحل السياسي للقضية الفلسطينية يتطلب تطبيق قرارات الشرعية الدولية وانسحابا كاملا للاحتلال من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وأن أي حلول لا تستند الى تجسيد استقلال دولة فلسطين وحل قضايا الوضع النهائي وفقا لقرارات الشرعية الدولية هي حلول مرفوضة جملة وتفصيلا.
إن مواجهة هذا المشروع وإفشاله يتمثل باتخاذ خطوات بالرفض العلني والصريح والواضح للصفقة ومواجهتها على الأرض وقطع الطريق أمام محاولة ايجاد شريك فلسطيني ليكون طرفا في الصفقة وينزلق في مستنقع هذا المشروع التصفوي الخياني وخلق مواقف إقليمية ودولية وعربية لعدم تمرير هذا المشروع، ولا يمتلك الشعب الفلسطيني الا الوحدة الوطنية وإعادة بناء وتدعيم الجبهة الداخلية الفلسطينية التي هي قاعدة المواجهة الاساسية لكل مؤامرات ومشاريع التصفية القائمة.
ان المطلوب من الدول العربية التمسك بمبادرة السلام العربية كأساس للحل ورفض كل هذه المطروحات والعمل على أهمية التوجه دوليا وفضح أساليب الابتزاز والبلطجة والاحتيال السياسي والتهديد والوعيد والتوجه للعمل وفقا لضمان تحقيق العدالة وتطبيق حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية التي تستند الى اعلان استقلال دولة فلسطين وفقا لقرارات الشرعية الدولية، حيث باتت تداعيات اعلان الإدارة الامريكية لما يسمى بـصفقة القرن تتطلب ثبات ووضوح الموقف الفلسطيني الجامع وأيضا الموقف العربي والعمل على ضرورة بلورة استراتجية عربية موحدة ورفض هذه الصفقة، وبات من المهم اتخاذ اجراءات عربية شاملة وتجديد الموقف العربي الرافض لمحاولات المس بحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعيش بدولته المستقلة كباقي شعوب الارض، واتخاذ الاجراءات العملية لمساندته في دفاعه عن حقه وتقرير مصيره على ارضه.

بقلم :  سري  القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت