قال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، أيمن عودة إن "صفقة القرن" الأمريكية المزعومة، تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لسحب جنسية مئات آلاف من فلسطيني الداخل الإسرائيلي في منطقة المثلث (شمال).
فيما أكد مصدر سياسي إسرائيلي أن منطقة المثلث ربما تشملها عملية تبادل أراض بين إسرائيل والفلسطينيين في إطار الخطة الأمريكية المزعومة، بالمقابل شدد موقع إسرائيلي وجود مثل هذا البند في الخطة الأمريكية، مقابل تنازل الفلسطينين عن نحو 30% من أراض الضفة الغربية لإسرائيل.
ونقلت القناة (13) العبرية عن أيمن عودة قوله : "تشمل خطة بيبي (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) وترامب للضم والترانسفير الضوء الأخضر لسحب جنسية مئات آلاف العرب بمنطقة المثلث".
وأضاف النائب العربي الذي يترأس تحالف "القائمة المشتركة" (13 مقعداً من أصل 120 بالكنيست) : "سنتصدى لهذه العنصرية بكل الطرق. على كل مواطن (إسرائيلي)، عربي ويهودي يؤمن بالديمقراطية والسلام معارضة هذه الخطة الخطيرة. التهجير لن يمر".
في سياق متصل، نقلت القناة ذاتها عن مصدر سياسي إسرائيلي (لم تسمه) قوله : "تتضمن خطة ترامب إمكانية تبادل أراضٍ بالاتفاق في منطقة المثلث".
وأضاف "للمرة الأولى تتحدث الولايات المتحدة عن تبادل أراضٍ مأهولة بالسكان، لكن فقط كجزء من استئناف المفاوضات".
من جانبه، كشف موقع "والا" العبري أن "صفقة القرن" المزعومة تقضي ببحث إمكانية إعادة ترسيم حدود إسرائيل من خلال اعتبار قرى المثلث جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وزعم الموقع أن قرى المثلث: كفر قرع، وعرعرة، وباقة الغربية، وأم الفحم، وقلنسوة، والطيبة، وكفر قاسم، والطيرة، وكفر برا، وجلجولية، التي تصنف نفسها كمناطق فلسطينية، كان يفترض ضمها للسيادة الأردنية خلال المفاوضات على خطوط الهدنة عام 1949، لكن جرى ضمها في نهاية الأمر لإسرائيلية لأسباب عسكرية".
ويقول مراقبون إن إمكانية أن تشمل "صفقة القرن" قرارا بتبادل أراضي المثلث ذات الكثافة العربية الكبيرة ربما يأتي انطلاقاً من المخاوف الإسرائيلية من تزايد الخطر الديموغرافي العربي في إسرائيل.
وبلغ عدد سكان منطقة المثلث حتى عام 2016 نحو 300 ألف نسمة، غالبيتهم فلسطينيون مسلمون، الأمر الذي يجعل المنطقة تحظى بخصوصية كبيرة مقارنة بكل منطقة الشريط الساحلي على البحر المتوسط (شمال) ذات الأغلبية اليهودية.
وتمتد منطقة المثلث من أم الفحم شمالا وحتى كفر قاسم جنوبا وهي ذات أغلبية فلسطينية كبيرة.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن ترامب في مؤتمر صحفي بواشنطن "صفقة القرن" المزعومة، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتتضمن الخطة التي رفضتها السلطة الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة، إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.
وخرجت مظاهرات كبيرة في مدن الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، الثلاثاء، رفضا للخطة الأمريكية المزعومة، والتي تأتي وسط رفض فلسطيني لوساطة الإدارة الأمريكية الحالية.
ورفضت السلطة الفلسطينية قبل أشهر أي وساطة أمريكية في مفاوضات سلام، معتبرة أن قرارات مثل الاعتراف بمشروعية المستوطنات وبالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، أمور تقتل عملية السلام وتعتبر انحيازا كامل للرغبات الإسرائيلية على خلاف القرارات الدولية والأممية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.