أدان البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك، أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية والقدس للروم الكاثوليك سابقا، ما صدر عن "صفقة القرن"، محذرا من أنها ستكون الضربة القاضية لكل حوار في المنطقة ولكل عملية سلام.
وقال لحام في رسالة له "إن الاسم الحقيقي للصفقة هي فخ القرن، وكذبة القرن، ومسرحية القرن، ومؤامرة القرن".
وأكد أن "القدس ليست سلعة، وفلسطين ليست سلعة... أتابع وباهتمام كبير أخبار ما يسمى "صفقة القرن"، وأشعر من خلالها أن الإنسان ما عادت له قيمة، وأصبح سلعة، والوطن أصبح سلعة والقيم أيضا أصبحت سلعة، فالقدس وفلسطين يتاجر بها من ليس لهم علاقة، ولا يملكون قيراطا منها ولا شبرا من ترابها، ويتاجرون بها كأنها ملكهم".
وحذر من أن الصفقة ستكون مدخلا للمزيد من الحروب والصراعات في المنطقة، وقمة المؤامرة على مصير الدول العربية بأسرها، وستجر المنطقة الى صراعات دينية تقود الى قيام كانتونات في البلاد العربية على أساس ديني مثل الدولة اليهودية.
واعتبر أن هذه الصفقة ستكون منطلقا لمزيد من العنف والإرهاب والفرق التكفيرية وجحافل الدواعش، متسائلا: هل تعقلون وهل تتصورون أن يقبل الفلسطينيون بصفقة القرن؟ هل يقبلون بها بعد تشريدهم في العالم أجمع؟ بعد آلاف وآلاف من الشهداء والأسرى؟ بعد الدماء التي سالت في كل شبر في فلسطين وخارجها؟ هل يقبل الفلسطيني بأن لا يكون له وطن؟ ولا حقوق ولا استقلال؟ هل يقبل الفلسطيني ان يكون تحت حماية ورحمة وإدارة دولة أخرى، هي تقرر في الأمور الأساسية، الإدارية والسياسية والاقتصادية والدولية والثقافية، التي تنظم حياته وسياسته وعلاقاته محليا وعالميا؟"
وأكد لحام أن بنودها هي نوع جديد من التمييز العنصري ومن الاستعباد والاحتلال، ومن نظام العبيد الذي كان قائما على مدى سنوات طويلة في بعض ولايات أميركا، مشدداً انه لا يمكن لأي فلسطيني إلا أن يرفض هذه الصفقة جملة وتفصيلا، وبطريقة قطعية ونهائية.
وتابع "هذه الصفقة المشؤومة تكرس شريعة الغاب والتمييز العنصري كما كان سابقا في أميركا بوجود الهنود الحمر، وفي أفريقيا، والظلم الدولي، وغياب العدالة والحقوق المشروعة للشعوب.... وتضرب عرض الحائط بكل قرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والقانون الدولي. وكأن أميركا هي الحكم الوحيد في هذه القضية العالمية التي كانت سبب حروب وأزمات أغرقت وتغرق الشرق العربي بالدماء".
واختتم لحام كلامه قائلا: اليوم أوجه هذا النداء إلى العرب، ملوكا وأمراء ورؤساء وحكام ورجال دولة وأعمال قفوا صفا واحدا في وجه هذه الصفقة التي ستجلب الويلات ومزيدا من الحروب والخلافات إلى عالمنا العربي. وأوجه النداء نفسه إلى حكام العالم بأسره لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وأوروبا الغربية والشرقية... قفوا صفا صفا واحدا في وجه صفقة القرن. وضموا جهودكم لأجل الحل الوحيد المشرّف الإنساني، ألا وهو دولتان متساويتان في الحقوق والواجبات. وسعي مشترك محلياَ وفي العالم في الشرق والغرب، لأجل سلام عادل شامل ثابت، عربي، فلسطيني، إسرائيلي، مسيحي إسلامي، محلي وعالمي".