بسم الله الرحمن الرحيم
منذ عام النكبة 1948 ، منذ أن سُلبت أرضنا فلسطين وهُجر أهلنا وتدمرت قرانا ومدننا ، وأصبحنا شعب مُشرد ولاجئين مشتتين بأنحاء العالم ، والعرب يستنكرون ويشجبون دون أي فعل ، والعدو مستمر بجرائمه وتوسعه والعرب مستمرون بإصدار بيانات الشجب والادانة دون أي إجراء ، جعجعة صوتية فقط ، والآن يكمل ترامب مؤامرة سايكس بيكو جديد ، ووعد بلفور المشئوم بمؤامرة أشد خطورة وشؤماً ، بإعطاء ما لا يملك لمن ليس له حق ، وبأموال عربية تُدفع ثمناً لتسليم فلسطين للاحتلال الصهيوني وشرعنة سرقة أراضينا العربية ،
اليوم تكتمل المؤامرة وتسقط كل الأقنعة عن وجوه المتخاذلين من حكام وقادة العرب المتصهينين ، اليوم تنكشف الأطماع الإستعمارية ، وتنكشف الخيانة والتخاذل العربي الرسمي في بيع فلسطين والتخلي عنها ، اليوم بيع دم الشهداء في مزاد رخيص بتخاذل عربي رخيص في سوق نخاسة سياسية مدفوعة بالمال العربي لترسيخ الاحتلال وشرعنته ، اليوم تم التأكيد لكل المتهاونين والمراهنين علي القرارات الأممية والمساعي الدبلوماسية والمقاومة السلمية سقوط كل رهاناتهم ، فما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة ، وأن لا خيار أمام شعبنا إلا الثورة والمقاومة بكافة أشكالها وسبلها ، وإرهاق عدو لا يفهم إلا لغة النار والحراب والقوة ، فحق لا تحميه القوة يضيع ، لقد سقطت كل الرهانات والمفاوضات ،
وأصبحنا بحاجة إلي مراجعة شاملة والعودة للبندقية الثائرة وعدم الارتهان لوعودات كاذبة ، اليوم نحن بحاجة لياسر عرفات وصلاح خلف وابو حسن سلامة ووديع حداد ومحمد داود " أبو داود " ، فنحن شعب أثبت دوما أنه قادر أن يُفشل كل الصفقات والمؤامرات والانتصار لحقوقه ، نحن شعب كطائر الفينيق يخرج من بين الرماد ليحيا ، نحن لسنا الهنود الحمر يا ترامب ، نحن شعب حر ، متمسكون بكل ما يتعلق بفلسطين ، الأغاني الثورية ، الشهداء ، قصائد درويش ، وريشة العلي ، سلاح الثوار ، وحفنة تراب من القدس ، أو صدفة من بحر يافا ، متمسكون حتي بخيوط الكوفية ، فهي التي تقينا برد الشوق إلي الوطن ، فهذه فلسطين الذي نعرفها ونحبها ونعشقها من بحرها إلي نهرها ، ومن رأس الناقورة إلي رفحها ، هذه أرضي ووطني ، ولا لن نقبل وطن سواها ، وفلسطين ليس للبيع ، فذرة تراب من أرض فلسطين أغلي وأغلي من الكرة الأرضية ،
وأغلي من كل أموال العالم ، فيا قادتنا ويا فصائلنا كفي خطابات وشعارات وإصدار البيانات والتصريحات فلن تسقط صفقة العار بالجعجعة والثرثارات ، بل تسقط كل المؤامرات بوحدتكم واحترام شعبكم وتوفير له مقومات الصمود ، وبالعمل المخلص لتدفيع العدو ثمن إحتلاله وعدوانه ، فلتبتلعوا ألسنتكم فلن يرهب العدو استنكاركم وشجبكم ورفضكم للمؤامرة دون عمل لإسقاطها ، فقد نجحتم بالتحكم والتسلط علي رقاب شعبكم وأرهقتموه ظلماُ وفقراُ واضطهاد وقمعاُ ومهدتم الطريق للعدو بأن يستغل انقسامكم وظلمكم لشعبكم ليمرر مؤامراته بسهولة دون أن يحسب حساب ، لأنه يعرف ردات أفعالكم ما هي إلا مجرد خطابات نارية ومسيرات لحظية وتنتهي لتعودوا تمارسوا عشقكم لكرسي الحكم وعقاب شعبكم واضطهاده وقمعه بحكم بوليسي ظالم ، وإرهاقه بالضرائب والديكتاتورية والقبضة الأمنية الظالمة ، من يريد أن يُسقط صفقة القرن عليه أولاُ أن يُسقط ظلمه لشعبه ويعيد للمظلوم حقوقه ، فالاحتلال والفساد وجهان لعملة واحدة ، ولا فرق بين صفقة ترامب وصفقاتكم المشبوهة وحقائب المال الملوث الموقع بموافقة الاحتلال ، فمن يقطع الرواتب ويقاعد عساكره كيف سيواجه صفقة العار ؟؟؟
ومن يسمح لقطر عراب الأمريكان والاحتلال بالتدخل ويسمح ببناء قاعدة استخبارية أمريكية بالوطن بمسمى مستشفى ، كيف سيسقط صفقة الأمريكان ؟؟؟ ومن يعمل لإفقار شعبه ويحوله لطوابير متسولين ومحبطين ، كيف سيواجه صفقة القرن ويسقطها ؟؟؟!!! ستسقط الصفقة بصمود شعبنا ووعيه الوطني وإيمانه بحقوقه ، فحافظوا علي شعبكم وكرامته لتسقط كل الصفقات والمؤامرات ، وكفي مناكفات وتشرذم وفرقة وانقسام ، وكفي ظلم ، فمن يتحصن بشعبه حتما ينتصر ويسقط كل المؤامرات ، عاشت فلسطين حرة عربية من النهر الي البحر وعاصمتها القدس ، فلتسقط كل الأقنعة ، وليحيا الوطن
كتب : حازم عبد لله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected] 29-1-2020
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت