" الصفقة الفاضحة "

بقلم: جبريل عودة

جبريل عوده

مستهزأ بأمة العرب ومستخفاً بها , ظهر العلج الأمريكي وربيبه الصغير المحشو فساد وكراهيه , في مؤتمر تصفية القضية الفلسطينية داخل بيت الشؤم الأمريكي , متعجرفاً يرسل هرطقات يحاول من خلالها تحطيم الراسخات من ثوابتنا في فلسطين , يسعى سكير الحانات الأمريكي لتغيير التاريخ في فلسطين ,وتزويره لصالح روايات الوهم والخديعة الصهيونية , لن يفلح ثنائي الفساد والإفساد " ترامب – نتانياهو" في تمرير صفقة العدوان على قضيتنا الوطنية , لن يستطيع الأرعن ترامب أن ينفذ حرفا واحداً من بنود صفقته المشئومة , لقد إرتقى مُرتقا صعباً صبي راقصات الليل في الملاهي الأمريكية , ويحسب أنه قادراً على خدمة حلفائه من أرباب الربا والإفساد من الصهاينة , ألا يدري هذا الأفاك بأنه يعبث بقدس الأقداس التي دونها المهج والأرواح , وخلفها ألف ألف حطين وصلاح. مؤتمر إعلان " صفقة القرن " كان مقززاً بحجم الأكاذيب والإصرار على خنق الحقائق والإستهتار بمعاناة الشعب الفلسطيني ومظلوميته التاريخية , الثنائي الخاسر " ترامب – نتانياهو" حاولا إظهار سعادتهما بهذا الإنجاز الذي يخدم حملتهما الإنتخابية , وهذا يعني بأن قاعدتهما الشعبية تريدان مخرجات " صفقة القرن " العدوانية , وهذا الأمر ضروري لنفهم كيف يدار الصراع في فلسطين , وكم خسرنا يوم أن أقصينا البعد الديني في خطاباتنا السياسية خلال المنعطفات الخطيرة لقضيتنا الفلسطينية , وهي تحمل في مضمونها هذه الدلالات الراسخة كقضية مركزية للمسلمين , فهي سورة في القرآن الكريم , ومسرى النبي الكريم , وهذا يتطلب منا تجديد خطابنا الوطني خلال المرحلة القادمة , بالشكل الذي يخدم قضيتنا ويحشد كافة طاقات الأمة دون إسثتناء للدفاع عنها في مواجهة المؤامرات .
 " صفقة ترامب " كانت كاشفة لعورات أنظمة عرب الردة السياسية , التي ترى في الإدارة الأمريكية إلهاً يحرس عروشهم المتربعة على مستنقعات القمع والجهل والتخلف , ويرتعون بخيرات الأمة في حياة اللهو والمجون , ويشاركون أعداء الأمة في تنفيذ مخططاتهم التي تستهدف منع قيامة أمتنا الحضارية , كم كانت قبيحة تلك العورات التي لا ينفع معها ستر المبررات الواهية التي وصلت حد الوقاحة والإسفاف , وكأن قطيع " أبا رغال " يتوالد في أزمان الضعف السياسي كأحد أقدار أمتنا العزيزة , سيداسون وترجم قبورهم وينسى ذكرهم , ولن يكتب التاريخ عنهم إلا كلمة وصف بـ " خونة " . " صفقة ترامب " أعادتنا إلى الحقيقة بعض أن حجبتها عنا السحب الكاذبة التي تحمل لنا " سلام الخديعة" وغيوم الأوهام عن " الراعي للسلام , الوسيط الأمريكي النزيه " , فاليوم عدنا للحقيقة التي يفهمها صغيرنا قبل كبيرنا , بأن أمريكا عدو مشارك في العدوان والإحتلال في فلسطين ,وفي هذا السياق يجب أن تُعقد إستراتيجيتنا الفلسطينية الساعية لإنجاز مشروعنا الوطني التحرري , فلا فرق بين الإحتلال وحبله السري الأمريكي الذي يمده بكافة مقومات القوة وإمكانيات البقاء على أرضنا المحتلة .
 "صفقة القرن " أخر محطات الإستهداف لقضيتنا , والعنوان النهائي لمسيرة الدجل التفاوضي , سقط هذا الخيار منذ عام 2000م , وكان يجب أن يستمر سقوطه , وعملية إحيائه لمدة عشرون عاما إضافية كانت بمثابة خنجر في خاصرة القضية الفلسطينية , فهذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة , والحقوق تنتزع لا توهب , والحرية مهرها الدماء , والتاريخ خير شاهد على تضحيات الشعوب من أجل إنتزاع حريتها وكنس الإحتلال عن أوطانها , ما أحدثته " صفقة ترامب " من صحوة وطنية يجب الإستفادة منها وإستكمال الإفاقة الواعية نحو إنهاء الإنقسام وتعزيز الوحدة وإطلاق يد المقاومة بكافة أشكالها , والعمل على بناء النظام السياسي الفلسطيني المتماسك , الذي يقود مشروعنا التحرري ويحشد له كافة جهود الداعم والإسناد في إطار حرب التحرير وإنتزاع الإستقلال الفلسطيني وإنهاء الإحتلال البغيض.


 بقلم : جبريل عوده
كاتب وباحث فلسطيني
 29-1-2020

المصدر: قدس نت -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت