كشفت قناة "الميادين" الفضائية بأنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أرسل رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهمه فيها بـ"التنكر لاتفاقية أوسلو".
وذكر مراسل القناة بأنّ رسالة الرئيس الفلسطيني نقلها الوزير حسين الشيخ، إلى موشيه كحلون وزير المال الإسرائيلي، تضمّنت تأكيد الرئيس عباس أن "الجانب الفلسطيني لم يعد لديه أي صلة باتفاقية أوسلو".
كما لفت إلى أنّ " الرئيس عباس رفض تلقي مكالمة هاتفية واستلام رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
من جهته، قال الممثل الخاص للرئيس الفلسطيني نبيل شعث لقناة "الميادين" إنّ "إسرائيل لا تنفذ اتفاقية أوسلو ونحن فوضنا الرئيس بمواجهتها".
وأضاف "سنعمل بكل إيجابية لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية"، لافتاً إلى أنه "بعد مهزلة أمس ومسرحية ترامب ونتنياهو لا يمكن لرئيس أو قائد عربي أن يقف جانبا".
ورأى شعث أنه من المبرر للجانب الفلسطيني أن يفعل ما يريد بشأن التنسيق الأمني واتفاق باريس وغيره بعد ما جرى أمس الثلاثاء.
كما اعتبر أنّ حسابات ترامب ونتنياهو انتخابية ولا ترتبط فقط بالموقف الفلسطيني، مشيراً إلى أنّ ما قام به ترامب ونتنياهو هو "محاولة جدية لتصفية القضية الفلسطينية".
وقالت القناة 12 العبرية إن الرسالة نقلها الشيخ، مفادها أن "القيادة الفلسطينية تعتبر أن صفقة القرن تلغي اتفاقيات أوسلو"، وأنها ترى أنها "بحل من جميع التزاماتها بموجب اتفاقيات أوسلو، بما في ذلك وقف التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي".
وذكرت تقارير عبرية بأن الرئيس الفلسطيني، لم يرفض استقبال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فقط، وإنما رفض كذلك رسالة نصية بعث بها ترامب ، بواسطة مستشاريه.
وأوضحت الرسالة التي كتبت بخط الرئيس الفلسطيني باللغة العربية، وفقًا للقناة 12، أن دعوات الرئيس عباس للجماهير الفلسطينية، بالخروج في احتجاجات حاشدة رفضًا لصفقة القرن، هي دعوات لمظاهرات "غير عنيفة".
بدوره، أكد كحلون أنه سيسلم الرسالة إلى نتنياهو فور عودته من العاصمة الروسية موسكو، والمتوقعة يوم الخميس، وحذّر الوفد الفلسطيني، من تدهور الوضع الأمني واشتعال المنطقة، وطلب منهم التحلي بالصبر وضبط النفس حتى الانتخابات الإسرائيلية، المقررة في الثاني من آذار/ مارس المقبل، وقدّر أنه "يمكن أن يتغير الوضع حتى ذلك الحين".
وعل صلة، ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، في وقت سابق، بأن مسؤولين رفيعي المستوى في جهاز الأمن الإسرائيلي، أجروا مؤخرا، محادثات مع قيادة السلطة الفلسطينية وقادة أجهزتها الأمنية، في محاولة لمنع احتجاجات في الضفة الغربية في أعقاب نشر تفاصيل خطة صفقة القرن.
وذكرت صحيفة "هآرتس" بأن جهاز الأمن الإسرائيلي يسعى إلى الحفاظ على التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية ومنع اندلاع مواجهات وتنظيم مظاهرات كبيرة.
وأضافت الصحيفة أن "التقديرات في جهاز الأمن هي أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لن يوقف التنسيق الأمني في الفترة القريبة وسيفضل الانتظار من أجل رؤية تبعات صفقة القرن على الأرض"، وأن الرئيس عباس يعتقد أنه ينبغي التأكد مما إذا كانت صفقة القرن هي خطوة علاقات عامة على خلفية انتخابات الكنيست، أم أن إسرائيل تعتزم فرض وقائع على الأرض.