دفعت نشوة النصر باعلان "ترمب" لصفقة القرن لدى الاحتلال، ان يعلن بعضهم عن ان الهدف التالي هو تحرير الاردن من العرب وتخليصها منهم وعودتها للدولة اليهودية بعد الفي عام من السبي، بحسب خزعبلات وهرطقات واللوثات الدينية التي ادخلت على التوراة المزيفة والتي توجه القادة السياسيين والدينيين في دولة الاحتلال الان.
قالها "نتنياهو" صراحة ان ارض "يهودا والسامرة " – مصطلحات دينية توراتية - قد عادت بصفقة القرن، والتي قد تمتد حدودها حتى الاردن ومناطق اخرى في دول عربية، وكله حسب امزجة قادة الاحتلال ومصالحهم ما دام العرب لا يحركون ساكنا.
يزعم مستوطنون من المتدنيين اليهود ان البتراء تعود لحقبتهم التاريخية القديمة، والان صاروا بمقدورهم اعادتها في ظل دعم اقوى قوة عالمية.
مع اعلان صفقة القرن، تعالت اصوات قادة في الاحتلال من المتطرفين الدينيين ان الاردن لهم ايضا، ما دام لا احد يعترض سوى ببيانات الشجب والاستنكار والمسيرات السلمية، وباتت شهية الاحتلال لا حدود لها.
المتطرف الديني "عفودا زهافا" قالها بصراحة انه يجب أن نحرر الاردن من العرب ونعيدها ل"إسرائيل"، حيث انه كان من المعترضين على صفقة القرن لانها لم تتطرق ولا تعطيهم الاردن صراحة كما اعطتهم فلسطين.
مستوطنون على مواقع التواصل الاجتماعي يقولون بانه يجب بإنهاء "الاحتلال العربي" للأردن وفلسطين، وأنها أراضٍ يهودية 100%، وأن وعد بلفور نص على الأردن وفلسطين وليس فلسطين فقط.
طبعا الاحتلال مهد لصفقة القرن، ومهد لضم الاردن لاحقا عبر صفقات مثل صفقة الغاز وشراء العقارات في الأردن باسماء وجوازات غربية مزدوجة، فعند الشراء يظهر الجواز الامريكي او الفرنسي، وعند الجد يظهر جواز السفر "الاسرائيلي".
في ظل نشوة النصر بالدعم اللامتناهي من قبل الادارة الامريكية قد يطالب غالاة الاحتلال غدا بالنيل والفرات، فكلنا يتذكر ما كان مرسوم على الاغورة "الاسرائيلية" من خارطة "اسرائيل" وهي من النيل للفرات.
"مناحم بيغن" رئيس وزراء حكومة الاحتلال السابق ومنذ كان زعيماً لمنظمة (أرغون تساغي ليوسي) وفي كل مناسبة يأتي فيها ذكر شرقي الأردن يقول: "الأراضي التي يحتلها العدو، وهذا يشكل خطر كبير على الاردن مستقبلا ان بقي الحال على ما هو عليه.
كما ان نشيد منظمة الشباب اليهودي (البيتار) –والتي تؤمن بأن الإنسان أمامه خياران لا ثالث لهم: الحرب أو الموت، وأن رسالة الدولة اليهودية تقوم على السيف وحده- يقولون: لنهر الأردن ضفتان: الضفة الغربية لنا، والضفة الشرقية لنا وهي هنا الاردن.
في كل الاحوال يستطيع "نتنياهو" وترمب" ان يقررا ويخططا وينفذا ما يراه لصالحهما، لكن النجاح مرهون بالعرب والمسلمين والفلسطينيين، فقد سبق وان افشل شرق اوسط جديد، وبالوحدة والمقاومة الجدية، يمكن بكل سهولة افشال صفقة القرن، ووقف شهية المستوطنين بمواصلة التوسع، واجبارهم على العودة الى دولهم الاصلية التي اتو منها.
د. خالد معالي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت