لا يمكن أن نظلّ نحن الفلسطينيين أن نغرّد برفض صفقة القرن، التي ليست سوى عبارة عن احتلال كامل لفلسطين، وتجاهلت شعبها، الذي سعى ويسعى منذ عقود لنيل استقلاله اسوة بباقي دول العالم، التي استعمرت من قوى اجنبية وفي النهاية نالت استقلالها . فالتغريد المستمر بالقول نرفض الصفقة لا يكفي في ظل عدم وجود استراتيجية وطنية فلسطينية موحدة قادرة على الاشتباك الدائم مع الاحتلال من خلال مقاومة شعبية سلمية ينخرط فيها كل شرائح المجتمع الفلسطيني عبر الاستمرار في الاعتصامات في المدن الفلسطينية، وعلى مناطق التماس،
وعبر عصيان مدني من شأنه ان يلفت العالم إلى قضيتنا مرة أخرى . لا شك بأن ما يجري من ردود فعل فلسطينية على اعلان صفقة القرن لا يرتقى لمستوى الحدث، ومن هنا تبقى الوحدة الوطنية هي القادرة على تحدي ومواجهة صفقة القرن عبر توحيد صفوف الفلسطينيين من خلال انهاء الانقسام للتصدي لصفقة تجاهلت الشعب الفلسطيني وحقوقه .
ان صفقة القرن اعطتنا كانتونا فلسطينيا لا حول ولا قوة له ومعزولا ليس له حدود مع الدول العربية محاطا بمستعمرات اسرائيلية والامن يبقى بيد إسرائيل، وكما قال سفير الولايات المتحدة لدى اسرائيل ديفيد فريدمان لاول مرة يكون لإسرائيل حدود دون مفاوضات، ومن هنا بعد هذه الصفقة، التي اعلن عنها وانحازت تماما لإسرائيل، فإن خيارات الفلسطينيين في مواجهتها لا يكون الا بالوحدة الوطنية عبر اعداد استرتيجية وطنية فلسطينية قادرة على ايقاف صفقة القرن..
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت