قال تعالى:-"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "صدق الله العظيم فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة لأحد أبطال شهداء الفتح والذي ارتقى شهيداً في موقع الاستخبارات أثناء تأدية واجبة الوطني مخضباً بدمائه الطاهرة في احداث الانقسام البغيض وذلك يوم الخميس الموافق 1/2/2007م عن عمر يناهز 25عاماً وتمت ترقيته بقرار رئاسي من مساعد على رتبة ملازم شرف بعد استشهاده انه الشهيد البطل/ أسامة حامد عودة الشمالي ..
ولد الشهيد أسامة حامد عودة الشمالي في مخيم جباليا مقر سكناه ومسقط رأسه بتاريخ 1/12/1982م فهو أعزب وتتكون عائلته الفاضلة من الوالدين وله من الاخوة ستة بما فيهم الشهيد اسامة وثلاثة بنات.. نشأ وترعرع الشهيد أسامة الشمالي في أزقة مخيم جباليا وعاش في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومحافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وتعود جذور عائلته إلى بلدة نجد المحتلة والتي هاجروا منها كباقي الأسر الفلسطينية تحت تهديد السلاح وسكنوا مخيم جباليا تم مشروع بيت لاهيا محافظة شمال غزة, تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة أبو حسين والاعدادي في مدرسة "أ" والثانوية العامة في مدرسة احمد الشقيري وأنهي دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة تخصص خدمة اجتماعية..
محطات مضيئة في حياة الشهيد:-
أسامة حامد عودة الشمالي حاصل على عدة دورات عسكرية. التحق في صفوف الاستخبارات العسكرية بتاريخ 16/6/2000م وكان مثلاً للانضباط والاحترام في عمله.
التحق إلى صفوف كتائب شهداء الأقصى حسين عبيات أثناء وجودة بالضفة الغربية مع بداية انتفاضة الأقصى حتى عودته الى قطاع غزة. هو من تفريغات الضفة الغربية وسافر إلى الشطر الثاني من الوطن في المحافظات الشمالية في عام 1999م في مهمة تدريبية في اريحا بعدها تم فرزه للعمل في بيت لحم علما كان له أخ اكبر منه يعمل في التدريب في اريحا ولوجود أخوة اثنين بقي الأكبر وتم فرز الشهيد أسامة للعمل في بيت لحم أثناء اجتياحها في عام 2002م وتم محاصرة الكنيسة وتمكن من المغادرة إلى كنيسة بيت ساحور ويومها استشهد الشاب حسن نسمان..
كان أحد المحاصرين في كنيسة المهد عام 2000 وأصيب بعدة عيارات نارية أثناء تصدية للاجتياح الصهيوني عام 2003م. وبعد إنهاء الحصار وقضية المحاصرين في بيت لحم تم بواسطة السلطة والجانب الصهيوني إعادة إلى قطاع غزة للممارسة عملة في جهاز الاستخبارات..
عمل في حركة الشبيبة الفتحاوية في جامعة القدس المفتوحة وشغل عضو مجلس طلبة لدورتين متتالية.. في شهر 8/2002م في شهر 3 2003م تم إصابته في اجتياح منطقة التعليم "منطقة الحاوز" واستمر في علاجه قرابة ثلاثة سنوات في جمهورية مصر العربية وعندما تماثل للشفاء تقريبا عاد إلى مزاولة عملة رغم أثار الإصابة يعاني منها بعدها في شهر 2/2007م تم اقتحام موقع الاستخبارات من قبل مجموعات مسلحة وارتقى شهيداً..
كيفية استشهاد الشهيد:- أسامة الشمالي
في حديثي مع شقيق الشهيد موضحاً لي تفاصيل وقوع جريمة الاغتيال التي تم تنفيذها بدم بارد بحق شقيقة أسامة على أيدي مجموعات مسلحة في شمال قطاع غزة, قبل استشهاده بساعات معدودة كان موجود في المنزل وكان يومها عنده امتحان في جامعة القدس المفتوحة وبعد انتهاءه من تقديم امتحان الجامعة توجه إلى عملة وهناك تم محاصرته واقتحام موقع الاستخبارات العسكري من قبل مجموعات مسلحة وقد استمر الاشتباك أكثر من ثلاثة ساعات وتبين انه تعرض للإصابة وتم نقلة على أثرها بواسطة المواطنين إلى مستشفى العودة كونه قريب من الحدث, وقد تلقي أول رصاصة مباشرة في الصدر من قبل القناص وبعدها جري إعدامه بدم بارد حيث تم تنخيل جسده بالرصاص من اخمص قدمة حتى فروة رأسه ...
وفور نبأ خبر استشهاد الشهيد أسامة الشمالي توجهت عائلة الشهيد والأصدقاء والجيران إلى مستشفى العودة بعد إصابته وبعدها تم نقلة إلى مستشفى الشفاء جثة هامدة في ثلاجة الموتى وتم عرضة على الطبيب الشرعي وإعلان ارتقائه شهيداً متأثراً بجراحه يوم الخميس الموافق1/2/2007م في تمام الساعة الثامنة مساء,وبعد استشهاده بيومين جري تسليمة إلى ذويه ونقل بواسطة سيارة مدنية إلى منزلهم حيث ألقيت نظرات الوداع الأخيرة عليه من قبل عائلته والمحبين له وأقيمت عليه صلاة الجنازة في مسجد القسام يوم الجمعة الموافق 2/2/2007م ودع جثمانه الطاهر الآلف من أبناء شعبنا وسار الموكب الجنائزي المهيب إلى مثواه الأخير حيث ووري الثرى الجثمان في مقبرة بيت لاهيا..
المجد والخلود لشهيدنا البطل/ أسامة الشمالي والمجد كل المجد لشهدائنا الأبرار... اللهم ارحم الشهيد أسامة الشمالي واسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً...
بقلم :- سامي إبراهيم فودة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت