حسين صالح عوكل، ابو صالح عوكل، من مواليد 1931 المنشية، قضاء عكا المحتلة عام 1948. شقيق الشهيد عماد عوكل (ابو مازن) وهو من الرعيل الأول في الثورة الفلسطينية المعاصرة.
أبو صالح عوكل، من تراث وعلامات مخيم اليرموك تعرفه اجيال المخيم الأولى والثانية والثالثة، يقع منزله، منتصف مخيم اليرموك، في شارع صفورية، مقابل عيادة اللوثري (حالياً مدرسة عبد القادر الحسيني)، وهي العيادة الصحية المجانية التابعة للإتحاد اللوثري العالمي، والتي كانت تُقدم الخدمات الصحية لأهالي اليرموك، ولايعرفها أبناء الجيل الحالي و الجيل الذي سبقه.
أبو صالح عوكل، تميّزَ بطوله الفارق، ومنكبيه العريضين، وسحنته الفلسطينية، العكاوية الجليلية، ولهجته الفلسطينية الخالصة، فقد حافظ على جميع مفرداتها واشتقاقاتها، والتي بقي متمسكا به في منطوقه حتى وفاته رحمه الله.
عاش ضنك حياة اللاجىء الفلسطيني وقساوتها، فعارك في الجهاد الأكبر، جهاد الحياة في تأمين القوت اليومي لعموم اسرته، والتعليم لأبنائه، والعيش بكرامة، على أمل العودة الى فلسطين، الى منشية عكا التي هزمت وحطمت نابليون بونابرت وجيشه الجرار على اسوارها، وشكّلت الحصن المتين لحماية دمشق وعموم بلاد الشام.
لقد كافح بحياته اليومية، كفاح المعيشة، وعمل بعدة مهن، لكن مهنته التي ذاع صيته بها، واشتهر من خلالها بين ابناء اليرموك، من جيلنا والأجيال التي سبقتنا، فكانت مهنة بيع القهوة الجاهزة ـــــ و (مصب القهوة) في الأفراح والأتراح، وهي المهنة التي أبدع من خلالها في تحضير القهوة الممتازة المذاق وذات الإعداد الجيد، وهو ما دفع أصحاب المزاج لتذوقها دوماً من بين يديه، فكان ما أن يدخل (قهوة الحاج اسماعيل) ـــ التي كانت قائمة مكان مجمع الجمعية الخيرية الطبي ــ حتى يبدأ الكثيرين بالطلب منه لتناول قهوته. فبات ابو صالح عوكل ومصب القهوة لايفترقان. وقد سبقه لتلك المهنة المرحوم النصراوي (أبو خليل غميض) رحمه الله، الذي عمل بتلك المهنة في مناطق اسواق دمشق. وتبعه اللداوي (ميلاد حلته) شقيق المرحوم المعروف (أبو الشكر) صاحب محل المثلجات على شارع اليرموك مقابل حارة شارع إجزم ...
توفي أبو صالح عوكل رحمه الله، عام 2017، ودُفِنَ خارج مخيم اليرموك، بينما كانت امنيته أن يُدفن على أرض مخيم اليرموك، بين من سبقه ال رحمة الله من عموم ابناء شعبه، فقد كان اليرموك يعني بالنسبة له، ولكل الأحياء، والأموات لتطمئن أرواحهم، محطة للعودة الى فلسطين طال الزمن أم قصر.
بقلم علي بدوان
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت