قوات الأنصار

بقلم: علي بدوان

علي بدوان

الوطني والقومي


 

(للإستزادة : النص التالي من دراستنا المنشورة عن فصائل العمل الوطني الفلسطيني بعنوان : الوطني والقومي واليساري مسار ومصائر، دار العراب 2018)

بقي الفلسطينيون المنضوين في إطار الحزب الشيوعي الأردني (باستثناء من هم في قطاع غزة) مُتمسكين بموقفهم المُتحفظ تجاه ظاهرة الكفاح الفلسطيني المسلح، حتى بعد أن صارت هذه الظاهرة تتحول، في الأشهر الأولى من عام 1968 الى حركة مقاومة مسلحة راسخة، تحظى بدعم قطاعات واسعة من الجماهير الفلسطينية والعربية.

فقد قَدَّرَ البعض من قادة الحزب الشيوعي الأردني أن الظروف "لم تنضج لا في الأردن ولا في أي بلد عربي للنشاط الفدائي داخل أو خارج الأرض المحتلة"، وأن "أسلوب النضال المسلح "يتناقض مع الظروف الموضوعية ويتسم بألوان متطرفة قوية"، رغم اعترافهم بأن أثار الهزيمة أدّت الى حدوث ردة فعل لدى الشعب، وجعل الجماهير تنجذب "نحو الحركات التي تدعو الى العمل المسلح بدلاً من السعي من أجل حل سلمي".

خاجادور


 

لكن ضغط قواعدهم، والتشققات التي بدأت تظهر في صفوفهم على خلفية الموقف من العمل الفدائي والقضية الفلسطينية، دفعهم نهاية العام 1970 لإعلان تشكـــيل (قوات الأنصار) من الشيوعيين الفلسطينيين والعرب في الأحزاب الشيوعية العربية الأربعة : الأردني، السوري، اللبناني، العراقي، حيث جرى الإعلان عن قيام قوات الأنصار في  7/3/1970، وكان هذا الموقف يُمثّل تغيّر جوهري بمواقف الأحزاب الشيوعية العربية المذكورة من مسألة العمل الفدائي المُسلح، وقد ضَمتَ قوات الأنصار نحو مئة مقاتل كما تُشير مُعظم المصادر. ومن شهدائها سمير العجلوني. وعبد الرحمن قهوجي.

وكان عبدالله النمر على رأس الفلسطينيين في قيادة قوات الأنصار، عندما قرر قطع دراسته في بغداد للإلتحاق بقوات الأنصار، ورافقه ثابت حبيب العاني وآرا خاجادور كمندوبين عن الحزب الشيوعي العراقي بقيادة قوات الأنصار.

عبد الله النمر


 

لم تُعمّر قوات "الأنصار" طويلاً. فعقب أحداث أيلول العام 1970/1971، وخروج فصائل المقاومة الفلسطينية من الساحة الأردنية، توجه من بقي من عناصرها إلى لبنان مع باقي الفصائل، لتنتهي هناك بعد أن اتخذ قرار بانضمامها إلى حركة فتح والجبهة الشعبية وغيرها. وبهذا أسدل الستار عن تجربة قوات الأنصار في الأردن في مجال النضال المسلح، إذا استثنينا مشاركة عناصر منهم في الدفاع عن الوجود الفلسطيني، أثناء الفصول المتتابعة من الحرب في لبنان، وفي مواجهة الإعتداءات "الإسرائيلية". كما كانت هذه التجربة نقلة نوعية ليوجه الحزب نشاطه الوطني بالكامل نحو الضفة الغربية باعتبارها ساحة النضال الرئيسية ضد الإحتلال، معتمداً أسلوب المقاومة الشعبية والجماهيرية.

بقلم علي بدوان

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت