فلسطين قلب العروبة النابض، القضية المركزية للعرب والمسلمين، فيها قبلة
المسلمين الأولى، ومهد السيد المسيح، وسيط أهم قارتين عبر التاريخ،
ارتكاز الأمل على مر العصور، فيها مدن تاريخية، وساحل لو تكلم لنطق
بالأمجاد والأحداث التي لا تعد ولا تحصى، دولة فلسطين عاصمتها القدس
الشريف، ليست شعارات فضفاضة بل حقيقة لا ينكرها أحد. عبرت بها جيوش لا
تعد ولا تحصى، وارتوت أرضها بالدماء، طقسها غاية في الجمال، فكانت على
الدوام أفضل مكان للعيش ولا ينكرها أحد، وبالرغم من احتلالها وسرقتها
وتدميرها وتشريد أبناءها؛ لم يمنعها ذلك عن الاضطلاع بمسؤولياتها وحضورها
العربي والاسلامي والدولي.
فلسطين بكل ما تملك، والانسان أغلى ما تملك، ترفض صفقة القرن الأمريكية،
مؤامرة العصر، ورفضها من واقع مسؤولية التصدي للاحتلال ورفض انتهازية
الأمريكان، ولذا كان الموقف الراسخ والرافض لكل ما ورد في بنود الصفقة
العار، وهذا دليل واضح أن قضية فلسطين والصراع مع الاحتلال لا يجزأ
بتوقيع أمريكي أو ابتسامات حمقاء أو قتل اسرائيلي للفلسطينيين بدماء
باردة، فلسطين تسعى للمساهمة في نشر ثقافة السلام وتحقيق مفهوم الأمن
والسلم الدوليين، ولكن لا سلام يتجاوز حقنا المشروع في الحرية
والاستقلال، ولا سلام يفرض بقوة المؤامرة، ولا استقرار طالما استمرت
دماءنا تنزف ومدننا تتعرض للعدوان والاجتياحات والتدمير، ولا اعتراف بمن
ينكرنا ولا دور متفرد لأي دول تمارس العنصرية ضدنا، نحن هنا في فلسطين
سنصمد فوق أرضنا ولن يغادرنا التاريخ ولن تشطب قضيتنا ولن نتنازل عن
حقوقنا المشروعة.
بقلم د.مازن صافي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت