على الرغم من المخاطر التي حملتها وتحملها صفقة ترامب نتنياهو على القضية الفلسطينية ، ووضع عناوينها على مقصلة تلك الصفقة ، غير أنها قد وفرت فرصة إذا لم تسثمرها الفصائل الفلسطينية جمعاء ، على وجه التحديد حركتي حماس وفتح ، فليس في مقدور أحدٍ أن يوفرها مرة ثانية .
تلك الفرصة هي إنهاء الانقسام ، طالما الكل الفلسطيني قد تحدثّ عن مخاطر تلك الصفقة ، وتلك التحديات الخطيرة التي راكمتها أمامنا جميعاً . الرد العملي أولاً في تحقيق إنهاء الانقسام الذي شكلّ على مدار سنواته عقدة العقد ، من خلفية أن الطرفين الأساسيين فيه فتح وحماس تتمترسان عند اشتراطهما اللتان تحاولان تمريرهما كلٌ على حساب الآخر ، دون أن يقيما وزناً لمصالح الشعب الفلسطيني ، وإن كانت حماس استجابتها لمبادرة الفصائل الثمانية كانت الموافقة على المبادرة وما جاءت به من عناوين وآليات .
الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، في الضفة والقدس ، مهددة جميعها بالسياسات الإجرامية والاستيطان والتهويد وفرض السيادة عليها ، وفق الصفقة ، وما تصريحات نتنياهو وبينت إلاّ التأكيد على ما هو ماضي به الكيان ، والتي ستصل ذروتها تحديداً بعد انتخابات " الكنيست " في أذار القادم .
وحتى قطاع غزة المحتل بالحصار الصهيوني لقوات الاحتلال ، مهدد بعملية عسكرية واسعة النطاق بحسب التحضيرات العسكرية للكيان ، وأي حديث عن تهدئة ما هو إلاّ شراء للوقت ، طالما أن الصفقة التي أعلن عنها الرئيس ترامب تتحدث صراحة ومن دون أية مواربة ، في العمل على نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة .
وإن كانت المهمة ستكون جزءاً من حسن السلوك المطلوب من رئيس السلطة الفلسطينية أن يثبتها حتى تمن الإدارة الأمريكية بدولة لا أحد يعرف رأسها من قدميها . في مواجهة ذلك ، المطلوب المسارعة إلى إنهاء الانقسام العار ، لكي يتم التفرغ إلى صوغ إستراتيجية وطنية ، من خارج الإبقاء على أوسلو ومندرجاته الأمنية والاقتصادية . مع ما يستلزم ذلك من إعلانٍ للمواجهة الشاملة مع الكيان ، من خلال إعلان العصيان المدني في الضفة والقدس ، كعنوان للانتفاضة الشعبية الثالثة ، والمترافقة مع استمرار مسيرات العودة التي توقفت بقرار من الهيئة العليا في القطاع ، إلى الثلاثين من أذار القادم .
إنّ الذهاب باتجاه إعلان الانتفاضة ، هي خشبة الخلاص الفلسطينية ، وهي المنقذ في إعادة الاعتبار لقضيتنا ونضالنا وكفاحنا الوطني في مواجهة " صفقة القرن " وإسقاطها ، ليُشكل إنهاء الانقسام المدخل والممر الضروريان لتحقيق ذلك .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت