يبدو أن اللاجئين الفلسطينيين سيدفعون الثمن في كلا الحالتين , سواء قبلنا أم لم نقبل كفلسطينيين بما يسمى بصفقة القرن , فمن ضمن بنود الصفقة أنه لا عودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم , وأنهم لا يملكون إلا الإختيار ما بين البقاء في المهجر أو الإنتقال الى مهجر آخر , أو العودة الى فلسطين الجديدة (...) , وفي حال رفض الصفقة , وهذا ما تم بالفعل , سيكونوا اللاجئين الفلسطينيين أدات قصرية من أدوات الصفقة , كونهم يخضعون لقانون وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" , وكونهم في أمس الحاجة الى الخدمات التي تقدمها الأونروا بالنيابة عن هيئة الأمم المتحدة , وبالطبع فخدمات الوكالة ممولة أمريكيا , حيث أن الجزء الأكبر منها تدفعه الولايات المتحدة الأمريكية , ومن ثم الإتحاد الأوروبي , ومن ثم المملكة المتحدة , ومن ثم دول الخليج... ولقطاع التعليم في الوكالة نصيب الأسد من هذه الخدمات , فقطاع التعليم يحصل على أكثر من 50% من الدعم بحسب التوثيق , وربما هذا بحد ذاته ساعد أن تكون الأونروا هي الوجه الآخر لصفقة القرن , سواء بقصد منها أو بدون , فاليوم أصبح الداعم الأكبر للاجئين هو نفسه الجلاد , فقطاع التعليم اليوم في الأونروا يخضع لسياسات وقوانين شأنها أن تنفي صفة اللجوء للطلاب والطالبات , وذلك عبر ممارسات واضحه أنها تخدم أجندة دولية ولا تخدم طلاب لاجئين..
بالأمس حصلت على معلومات مهمة من مفوض العلاقات الوطنية واللاجئين في حركة فتح إقليم شمال غزة "عادل جمعة , أبو الأمير" , وهذه المعلومات تؤكد أن هناك حالة تناغم بين سياسات وقوانين أونروا , وبين ما يسمى بصفقة القرن , وذلك بما يخص قطاع التعليم للطلاب اللاجئين , وهذه السياسات كما وردتنا , وهي كالتالي .
- عدم كتابة مسمى اللاجئين بالإنجليزي على لوحات تعريف المدارس
- عدم وجود إسم فلسطين على هذه اللوحات
- عدم وضع شعار الوكالة علي شهادات الطلاب
- عدم وضع مسمى لاجئين على أختام المدارس
- تغيير السلام الوطني الفلسطيني بنشيد آخر في بداية الدوام
- إزالة خرائط فلسطين التاريخية من صفوف وجدران المدارس
من الواضح أن الوجه الآخر لصفقة القرن والمتمثل في ما ذكرت أعلاه , يعتمد على فرض سياسات وقوانين تسقط حق الطلاب اللاجئين بشكل تدريجي , وفيما بعد ستتدرج هذه السياسات لتسقط حقوق أخرى في قطاعات أخرى في الأونروا مثل , قطاع الصحة , والخدمات الإجتماعية , ومشاريع التشغيل والتنمية , الى أن يصل ترامب على ما يريد من خلال بوابة المال وحاجة اللاجئين إليها , ولذلك فالمطلوب اليوم فلسطينياً بجانب رفض صفقة القرن , هو دعم اللاجئين الفلسطينيين في الداخل والشتات مادياً ومعنوياً , وحمايتهم من الإنزلاق في مخططات تدار في أروقة الأونروا .
اشرف صالح
كاتب صحفي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت