البعض من أصدقائي يلومني بأنني مُتحاملٌ على حركة فتح والسلطةّ !
وأود استغلال هذه الفرصة لأؤكد بأن حركة فتح حركة وطنية محترمة ولها جماهير عريضة ونابضة بالخير والعطاء، وهي أكثر من ضحى و قدم شهداء وجرحى واسرى، ووالدي (الشهيد خميس شراب) ابن حركة فتح، واستشهد وهو على كادر المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، وكان قد اعتقله الاحتلال قبل استشهاده، وأصيب في "عينه اليسرى" من خلال تعذيب الاحتلال له، وارتقى عشرات ومئات الشهداء من ابناء الاجهزة الامنية عبر كل المراحل،، وقصف الاحتلال مواقعهم العسكرية منذ وقبل بدايات انتفاضة الاقصى عام 2000، و تعرضوا للتشريد والملاحقة الاسرائيلية، ودفعت الحركة أغلى الأثمان عبر مراحل تاريخية ومحطات نضالية عديدة، وايضا وقع على الحركة ظلم كبير من الانظمة العربية وتحملت وقامت كالعنقاء من تحت الركام والأنقاض.. ولا أحد يلغيها أو يستطيع، ولا احد يقبل بأي اساءة لها،
ولكن انتقادات (الكاتب فهمي شراب) التي يراها البعض "تحاملاً" هي للقيادة والسياسات الخاطئة التي اتخذتها القيادة كمنهج وممارسة في العلاقة مع الخصوم ومع باقي مكونات الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة،
وجميع انتقاداتي وملاحظاتي تتمحور في التالي:
- أنه كان من الخطأ الجسيم أن تراهن السلطة منذ 14 عاماً على جماهير فتح لإسقاط حكم غزة بالقوة.
- كان عليها أن تضمن تطبيق مبدأ " التداول السلمي على السلطة" حتى تتجنب كارثة الانقسام 2007
- خطأ مقولات " من الباب للمحراب"
- لم يتوقف التنسيق الأمني إطلاقا.
- ان الاجهزة الامنية برام الله تغيرت عقيدتها الامنية واصبحت تعتقل كل مناضل يصوب بندقيته تجاه الاحتلال. ويجب أن تطلق سراح كل المناضلين. وتطلق يد العمل الفدائي.
- لم تستغل السُلطة وضعها وانجازها الدبلوماسي كـ "دولة غير عضو" في الأمم المتحدة ولم تعاقب أي مجرم حرب إسرائيلي حتى الآن.
- سياسات الحصار لغزة وقطع مخصصات اسر الشهداء والجرحى وتخفيض رواتب موظفي السلطة الفلسطينية لن تجبر قيادة غزة على "التسليم التام واستلام السفينة المخطوفة"!
- لو استمرت وقفات السرايا اعتراضاً على مجزرة الرواتب لما استطاع الرئيس الاستمرار في سياساته العقابية.
- كثرة التطبيل والانحناء للرموز والقيادات جرأتهم وشجعتهم على امتطاء الناس أكثر والاستخفاف بهم.
أين الخلاف بيني وبين أي إنسان فلسطيني وطني؟
فأنا أحب الجميع، و أخدم الجميع ما استطعت إلى ذلك سبيلا دون أي تمييز، وغير متقوقع في حزب ما، ولا انطلق من رؤية حزب او فصيل، وإنما رؤيتي وطنية وإنسانية شاملة لا يحدها أي سقف. وقد اعتقلتني قوات الاحتلال عام 1993 وخسرت عاماً تعليمياً بسبب الاعتقال، وأصبت عدة مرات في الانتفاضة الاولى والثانية، وخسرت شقتي التي قُصفت أثناء عدوان 2014، وضحينا من أجل هذا الوطن، وهدفي وأملي أن ننعتق من شرنقة التحزب الأعمى او الدفاع عن اشخاص زائلين، فكل المسئولين هم خدم لدينا، وأن تكون الحقوق أمراً بديهياً وليس مِنة أو هِبة من المسؤولين دونما إقصاء لأحد.
والشعب هو صاحب الشرعية والإرادة، واستعادة المسار الديمقراطي وإنهاء الانقسام كفيل بتعزيز جبهتنا واستعادة قوتنا.
القوة التي لا تُستخدم هي قوة مهدورة، وأمنيتي أن تضع حركة فتح يدها على نقاط قوتها وتستخدمها، وأن تحافظ حركة فتح على نفسها من خلال اختيار من يمثلها لتحفظ مكانتها، لأن السلطة وضعتها في دوائر شبهات التنسيق الأمني، ويجب عليها رفض الدور الوظيفي الذي تمارسه السلطة من خلال التنسيق.
ولكم دوما كل الاحترام والمحبة
د. فهمي شراب
فلسطين- غزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت