إن الحالة الأمنية التى يشهدها الاقليم العربى منذ 2011 ,والقضايا المفتوحة السابقة التى أصبحت محل خلاف حتى من الدول العربية نفسها,وما آلت اليه الاوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية فى كثير من البلدان العربية وفى مقدمتها العراق واليمن وسوريا وليبيا وغيرها, كل هذه الأمور تضع تحديات كبيرة أمام وحدة الصف والمصير التى طالما كانت حجرا تحطمت على اركانه الاطماع الاقليمية والدولية,إن فكرة إنشاء القوة العربية المشتركة التى تبنتها مصر وعرضتها للتنفيذ مع اشقائها العرب إنما تعنى عن الفكر الاستراتيجيى الثاقب لمصر فى قراءة الاوضاع فى المحيط العربى ونقاط المعالجة الضرورية والملحة من اجل الحفاظ على ما تبقى من مرتكزات للامن القومى العربى,فخروج قطر عن الصف العربى والعمل ضد مصالح النظام العربى بالتعاون مع القوى الاقليمية إنما يعبر عن فساد النظام الذى يتلاعب بمستقبل الشعب القطرى وعلاقته باشقائه من الدول العربية, كما أن التعاون الطائفى لبعض الجماعات مع قوى اقليمية أو دولية ضد وطنها إنما يعبر عن عدم ولاء تلك الجماعات للوطن,مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان, والتدخل الايرانى فى العراق وسوريا, والتدخل التركى فى ليبيا,وقد أفرزت تلك الجراحات تهديدات كبيرة على هوية ومواطنه الافراد وعلى السلم الأجتماعى وغرس الطائفية بين أضلاعه,هذا من ناحية ومن ناحية أخرى,وضع تحديات كبيرة أمام الجيوش العربية للحفاظ على الاستقرار الداخلى وفى نفس الوقت مواجهة التحديات الخارجية سواء أمن الخليج أو أمن البحر الأحمر وغيرها,ومن هنا فإن فكرة انشاء ناتو عربى برعاية امريكية والتى وردت فى بعض التقارير الاعلامية ,هى فكرة جديرة بالتقدير نظرا للحالة الأمنية المتوترة فى المنطقة,إننا فى هذه الاوقات بحاجة فعلاً الى تكوين تحالف عربى عسكرى فعال بعيداً عن الصراعات والاعتماد بشكل رئيسي على الكفاءة والقدرة والخبرة العسكرية , ومحاولات تنفيذ وحدة اقتصادية عربية لم تفلح كثيرا, الا أن الاوضاع هنا تحتم إن نبدأ بالحلف العسكرى كنواة صادقة لمواجهة التحديات والمخاطر وتحقيق الامن والتنمية للشعوب العربية .
بقلم/ محمد الفرماوى
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت
