الأقليات المظلومة في اسرائيل

بقلم: كمال ابراهيم

كمال ابراهيم

منذ قيام دولة اسرائيل في عام 1948 وحتى يومنا هذا تواجه التركيبة السكانية في الدولة تعددًا قوميًّا وطائفيًّا يعاني فيه بعض هذه المركبات من تفاوت واختلاف في المعاملة تجاهها من قبل السلطة الحاكمة في مجالات عديدة . ومن بين القوميات التي تعاني التمييز ضدها المجتمع العربي بطوائفه الثلاث : المسلمون ، المسيحيون والدروز ومن الناحية الاجتماعية هناك المجتمع البدوي . وفي المجال غير اليهودي هناك أيضًا المجتمع الشركسي . كل هؤلاء يعانون ظلم وتمييز السلطة والحكومة بحقهم.

وفي المجتمع القومي اليهودي هناك طوائف لم تأخذ قسطًا كافيًا من المساواة مثل الطائفة الإثيوبية وحتى اليهود الشرقيين فهؤلاء على الرغم من تأييدهم المطلق للأحزاب الصهيونية اليمينية المتطرفة لا زالوا يعانون نوعًا من التمييز بحقهم مقارنة بالمجتمع اليهودي الغربي المعروف باسم " الشكناز " والذي يسيطر على دفة الحكم ويتبوأ المناصب الحكومية الرفيعة .

أما الظلم الأكبر الذي يواجه المجتمعات المتضررة فيظل العرب بطوائفهم الثلاث اكثر المجتمعات معاناةً وتمييزًا في كافة المجالات وفي مقدمتها عدم المساواة في الحقوق ومواجهة العنصرية من قبل السلطة ممثلة بالحكومة ورئيسها والأحزاب اليمينية المتطرفة ، فجميع هؤلاء يحرضون على العرب وعلى نوابهم في الكنيست الاسرائيلي ولا يفلت من هذا التحريض  العنصري لا المسلمون ولا المسيحيون ولا الدروز ولا الشركس .

ومن باب الإنصاف يجب أن ننوه أن المجتمع الإسرائيلي ، المركَّب من جاليات قدمت من جميع اقطار العالم ، نرى ثمة تمييز عنصري ضد الطائفة الإثيوبية التي يعاني أبناؤها من عنصرية عرقية بسبب لون بشرتهم السوداء رغم كونهم يعتبرون يهودًا ويخدمون في الجيش الاسرائيلي ويقاتلون في صفوفه .

ومثل الإثيوبيين فهناك ابناء الطوائف الشرقية الذين يحتجون أنهم ليسوا متساوين في الحقوق مع اليهود الغربيين خاصة في تسلم المناصب الحكومية العليا التي يتولاها غالبًا اليهود الغربيون .

ومثل اليهود الإثيوبيين يعاني أبناء الطائفة الدرزية والشركس وحتى بشكل اقسى بالتمييز والعنصرية بسبب كونهم ليسوا يهودًا على الرغم من اداء ابنائهم الخدمة العسكرية الاجبارية في الجيش والمفروضة عليهم منذ اوائل سنوات قيام الدولة .

ومن ناحية التركيبة المجتمعية نرى ظلمًا وعنصرية ضد المجتمع البدوي أيضًا على الرغم من انخراط العديد من الشباب البدو في الخدمة العسكرية فالبدو مظلومون ليس بأقل من الدروز حيث تتعرض قراهم غير المعترف بها في النقب للهدم والتهجير ، كل ذلك في دولة اسرائيل التي تتبجح بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط تصادر للعرب بمن فيهم الدروز والبدو الأراضي وتحرم سلطاتهم المحلية من الميزانيات مقارنة بالمجالس المحلية اليهودية .

بقلم كمال ابراهيم

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت