كشفت معطيات رسمية إسرائيلية، يوم الثلاثاء، أن 28 بالمئة من المجندين من مستوطنة سديروت القريبة من قطاع غزة يفرون من الخدمة العسكرية، بعد وقت قصير من تجنيدهم، بسبب مشاكل نفسية على خلفية تعرض المستوطنة منذ سنوات لصواريخ المقاومة الفلسطينية من القطاع .
جاء ذلك وفق ما كشفه مردخاي (متوي) ألموز، رئيس مديرية القوى العاملة بجيش الاحتلال الإسرائيلي، لدى زيارته سديروت، بحسب قناة “كان” الرسمية، وصحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وقالت قناة “كان”، إن “ألموز”، التقى قبل أيام، رئيس بلدية سديروت آلون دفيدي، وبحثا تأثير الوضع الأمني في سديروت على تراجع الحافز لأداء الخدمة العسكرية.
ونقلت القناة عن “ألموز”، قوله “سوف نجري في القريب نشاطات لزيادة الحافز للخدمة في المدينة بشكل كبير”.
من جهتها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن شباب سديروت الذين تجندوا في الجيش العام الماضي، ولدوا في ظل واقع أمني “صعب”، وهجمات متواصلة من قطاع غزة، بدأت بقذائف هاون، ثم بصواريخ من نوع “قسام”، مرورا بالخوف من الأنفاق، وصولاً إلى البالونات الحارقة والمتفجرة.
ولفتت الصحيفة، إلى أن جزءا كبيرا من هؤلاء الشباب الذين يفرون من الخدمة العسكرية بعد وقت قصير من التحاقهم بالجيش يعانون من “اضطراب ما بعد الصدمة”، على خلفية الأوضاع الأمنية بالمدينة.
وتقع سديروت، شمال شرق قطاع غزة، تأسست عام 1951 على أنقاض قرية “نجد” الفلسطينية المهجرة، ويقطنها حالياً نحو 28 ألف إسرائيلي.
والخدمة في إسرائيل إلزامية لكل من وصل سن 18 عاماً، ومدتها 32 شهرا للذكور، و24 شهرا للإناث.
ويستثنى من ذلك طلاب المدارس الدينية والأقليات باستثناء الدروز، إضافة لمن يعانون من مشكلات طبية أو نفسية، والنساء الحوامل والمتزوجات.
ويتطلب من المجندين الذين يطلبون إعفاء لأسباب نفسية تقديم وثائق تفيد بذلك، كما يتم إخضاعهم للجان طبية خاصة للتحقق من حالاتهم.