كالعادة إستعرض الرئيس محمود عباس أبو مازن في خطابه أمس أمام مجلس الأمن الدولي , جميع الإنتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين , وكالعادة أعلن رفضة للرعاية الأمريكية للسلام بشكل منفصل عن الرباعية الدولية , وأعلن رفض الشعب الفلسطيني لصفقة القرن , وكالعادة طلب من الأمم المتحدة واللجنة الرباعية عقد مؤتمر عالمي للسلام على قاعدة الشرعية الدولية , وكالعادة مد يده للسلام , ونبذ العنف , وكالعادة جدد دعوته للمفاوضات , وأيضاً أكد على حق الشعب الفلسطيني في الإستمرار بالكفاح والنضال , وكونه نبذ العنف! فهذا يعني أن يكتفي الشعب برفع اليافطات كوسيلة نضال ضد التهويد والإستيطان والقتل...إلخ .
وفي المقابل وكالعادة لم ولن يطبق مجلس الأمن الدولي الفصل السابع ضد إسرائيل , والذي ينص على إستخدام القوة ضد أي دولة تعتدي على أراضي الغير , أو تدير ظهرها لقرارات الأمم المتحدة , علماً بأن إسرائيل إعتدت على أراضي 67 بحسب ما ترى الأمم المتحدة (...) وصدر عدت قرارات تؤكد ذلك , وخاصة قرار"242 ,338 ,2334" وبموجب هذه القرارات , وفي حال رفض إسرائيل للإنصياع لها , يأتي هنا دور الفصل السابع , وتحديداً المادة 41 والتي تنص على فرض عقوبات إقتصادية وخدماتية كمقدمة لعقوبات عسكرية , ومع ذلك لم يستخدم مجلس الأمن أي بند من العقوبات ضد إسرائيل! .
إسرائيل نفضت يدها من السلام , وقررت تطبيق صفقة القرن بالقوة , وباتت لا تهتم بقرارات الأمم المتحدة ومجلسها الأمني ومحكمتها التي تسمى بالعدل العليا , والرئيس لا زال ينادي بالسلام! أهو إصرار من الرئيس على إثبات نظرية أثبتت فشلها؟ أم أن جعبته خالية من البدائل؟ في كلا الحالتين فإن هذا لا يجدي نفعاً مع إسرائيل , فداني دانون مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة إتهم أبو مازن وبكل برود أعصاب أنه يتهرب من السلام!! بعد كل هذا ويقول دانون أن أبو مازن يتهرب من السلام!! من الواضح أن حديث أبو مازن المتكرر عن السلام , جعل إسرائيل تتمادى أكثر وأكثر..
ألم يحن الوقت أن تتحول هذه العادة "خطاب الرئيس" الى تكتيكية بدلاً من كونها إستراتيجية , بمعنى أنه جيد أن يكون توجه الرئيس للأمم المتحدة هو جزء من خطوات أخرى , ولكن ليس كل الخطوات , فهناك خطوات عملية وفعالة يجب القيام بها في هذه المرحلة الصعبة , وعلى رأسها تفعيل وتوحيد المقاومة بكل أشكالها , وبالتوازي مع تفعيل وتوحيد مؤسسات الدولة , وبالطبع هذا لم يحدث إلا بفك الشيفرة , وهي زيارة الرئيس بالفعل الى غزة .
اشرف صالح
كاتب صحفي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت