أظهرت نتائج استطلاع فلسطيني جديد، أجري بعد الإعلان الأمريكي عن “صفقة القرن”، أن 94% من الفلسطينيين يرفضون هذه الصفقة، وأن أكثر من 70% من الجمهور يؤيد المقاومة بشقيها العسكري والشعبي، لإنهاء الاحتلال.
وأوضح المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، عندما عرض نتائج الاستطلاع الجديد، الذي أجري في الفترة ما بين 5 إلى 8 من الشهر الجاري، أن النسبة الكبيرة من المستطلعة آراؤهم تطالب بالرد على “صفقة القرن” بإنهاء الانقسام، وسحب الاعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني، ووقف العمل بـ”اتفاق أوسلو”، واللجوء للعمل المسلح، حيث يقول أكثر من 80% إن الصفقة تعيد الصراع مع إسرائيل ليصبح “وجوديا”.
وذكرت المؤسسة أن الفترة التي سبقت الاستطلاع شهدت مجموعة من التطورات الهامة، منها الإعلان عن الخطة الأمريكية للسلام المعروفة باسم “صفقة القرن” والرفض الفلسطيني القاطع لها والذي تبعه رفض جماعي من وزراء الخارجية العرب ومن ممثلي العالم الإسلامي، في وقت صاحب هذا الإجماع على رفض الخطة، مواقف مرحبة للجهود الأمريكية من بعض الدول العربية الرئيسية ومشاركة من ثلاث دول في حفل الإعلان عن الخطة في البيت الأبيض.
وأكد ثلثا الجمهور تأييدهم لإعلان الرئيس عباس ضد “صفقة القرن”، لكن نسبة تتراوح ما بين الثلثين والثلاثة أرباع لا تثق بنوايا الرئيس في تنفيذ ما جاء في إعلانه، وأظهرت النتائج كذلك تراجعاً غير مسبوق في نسبة التأييد لحل الدولتين لأقل من 40% وذلك لأول مرة منذ “اتفاق أوسلو”، كما تظهر النتائج ارتفاعاً في نسبة الاعتقاد بأن الطريقة الأمثل لإنهاء الاحتلال هي “العمل المسلح” وتراجعاً في نسبة الاعتقاد بأن المفاوضات هي الطريق الأمثل.
ويقول المركز إنه عند السؤال عن الطريقة الأمثل لإنهاء الاحتلال، انقسم الجمهور إلى ثلاث مجموعات، حيث قال نصف الجمهور (50%) إنها العمل المسلح. فيما قالت نسبة 21% إنها المفاوضات، وقالت نسبة 23% إنها المقاومة الشعبية السلمية. وقبل شهرين قالت نسبة 47% إن العمل المسلح هو الطريقة الأمثل، وقالت نسبة 26% إن المفاوضات هي الطريقة الأمثل.
وعند العرض على الجمهور عشرة خيارات للرد على الخطة الأمريكية، اختارت النسبة الأعظم (90%) الرد الذي يتضمن إنهاء الانقسام وتوحيد الضفة والقطاع، وقالت نسبة من 85% إنها تؤيد محاربة إسرائيل دبلوماسياً في المنظمات الدولية، وقالت نسبة 84% إنها تؤيد سحب الاعتراف بدولة إسرائيل، وقالت نسبة 78% إنها تؤيد اللجوء لمظاهرات شعبية سلمية، وقالت نسبة 77% إنها تؤيد وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وقالت نسبة 69% إنها تؤيد إيقاف العمل باتفاق أوسلو، وقالت نسبة 64% إنها تؤيد اللجوء للعمل المسلح أو العودة لانتفاضة مسلحة، في المقابل قالت أغلبية من 59% إنها تعارض التخلي عن “حل الدولتين” وتبني حل الدولة الواحدة، فيما أيد ذلك 37%، وقالت أغلبية من 56% إنها تعارض المحافظة على الوضع الراهن وعدم القيام بأي تغييرات كبيرة، فيما قالت نسبة من 40% إنها تؤيد ذلك، وقالت أغلبية من 52% إنها تعارض حل السلطة الفلسطينية، فيما قالت نسبة من 45% إنها تؤيد ذلك.
وتؤكد أغلبية المستطلعة آراؤهم بواقع 69% أن “صفقة القرن” ستفشل بسبب المعارضة الفلسطينية لها، لكن 26% يعتقدون أنها ستنجح رغم المعارضة الفلسطينية.
وعند السؤال عن مشاركة ثلاث دول عربية في اللقاء الذي عقدته الإدارة الأمريكية للإعلان عن الخطة، قالت الغالبية العظمى (83%) إن هذه الدول (الإمارات العربية والبحرين وعمان) أرادت إظهار مساندتها لإسرائيل، فيما قالت نسبة من 6% إنها أرادت إظهار مساندتها لإسرائيل وفلسطين معاً، وقالت نسبة من 3% فقط إنها أرادت مساندة الفلسطينيين؛ وعلى ضوء قرار وزراء الخارجية العرب برفض صفقة القرن، فإن 83% من الفلسطينيين يعتقدون مع ذلك أن على الفلسطينيين الاعتماد على أنفسهم فقط فيما تقول نسبة من 14% أنه يمكن الاعتماد على الدول العربية.
وأبدى 40% من المستطلعة آراؤهم تفاؤلهم بنجاح المصالحة، فيما قال 56% إنهم غير متفائلين، حيث كانت النسبة قبل شهرين بخصوص عدم التفاؤل 36% فقط، فيما تقول نسبة من 49% إنه لو جرت انتخابات تشريعية قريباً فإن ذلك سيساهم في توحيد الضفة والقطاع، فيما تقول نسبة تبلغ 45% إن ذلك لن يساهم في توحيد الضفة والقطاع.