الفكر والخوف : أنت تفكر إذاً أنت موجود ............ موجودٌ كيف في معتقل في زنزانة.......... أنت تفكر إذاً أنت انطوائي أنتَ تفهم ما يحصل حولك ولكن هنا هذه لكن المخيفة المميتة كما وصفها غسان كنفاني ........ الفكرةُ دون حقيقتها فارغةٌ من قيمتها كلنا في صراع ذاتي ما بين الفكر والفكرة بين البوح بالحقيقة وبين الصمت الذي ندرك معاناته ولكن ليس هناك المقدرة على مواجهة آفات المجتمع ومناقشة الفكرة بكل تجرد..... تجد نفسك بصمتك ولكن بفكرك تشعر بالضجيج تأخذك أناملك لتخطَ الفكرة وكأنها نزف من الوريد..... هذا يسقط تحت أدراج الخوف من مواجهة الأخر... أحداث تحصل حولنا بسرعة متناهية وكلها تجعلك في تخبط دائم وخاصة في الآونة الأخيرة التي بدأت منذ تسع سنوات بدأتُ أخطُ فكرتي في ليالي مظلمة ومن ثمّ أطوي الصفحة وحصل هذا الأمر كثيراً حتى بدأت أسخر من نفسي والسبب هو عدم القدرة على مواجهة الأخر وعدم تقبله للرأي الذي يخالف رأيه طالبت الشعوب يوماً ما بالحرية كنا جميعاً نشعر بالسعادة ولكن ما لبثت إلا أن تلاشت ولم لكن نعلم بأن مفهوم السعادة سنفتقده لمدة طويلة ............ أي يعني منذ ذاك الوقت إلى الأن الحرية والتحرر أصوات منبعثة من صدور عبث بها القهر ولكن لم نعلم بأننا أمام مشهد مغاير لمفهوم الحرية تحرر القتل والبوح بالحقد وعدم احترام الأخر انبعثت فتنة الطائفية وهذه أقصى عذاباتنا التي لم تعد تتبدل ولا تتلاشى الظاهرة اللعينة أذكر موقفاً بأنني كنت جداً احترم شخصية معمر القذافي على الرغم من اختلاف الكثير معه في لحظة استشهاده كنت جالسة مع مجموعة من الأصدقاء كنت للتو سأنطق ما في داخلي إلّا أن أحدهم قال الحمد لله انتهينا من الطاغية شعرت بتوتر فقلت الله يرحمه وقف بغضب عيناها جاحظتان بوجهي قائلا على من تترحمي قلت هذا مسلم وبدأ صوته الصاخب وكلماته التي لم أعد أفهم منها شيء خرجت من المكان وعلمت بأننا أمام حرب فكرية تقبل الآخر بدأ أمر صعب قلت قد يتبدل الأمر مع الوقت ولكن ومع الأسف لم يتغير شيء للحظة بل زاد تعقيدا لأن أكثر الأطراف تراجعت وتوشح الانهزام وجه المشهد وتكرر الموقف مع عدد من الرفاق ومن توجهات سياسية مختلفة مثلاً إذا اخذتي الصمت في الشأن السوري فأنت دون مبرر شبيحة وإذ هاجمتي النظام السعودي أنتِ ضد تيار المستقبل الممثل بالشيخ سعد الحريري وإذ هذا فعلاً يعني أنت ضد السنة مباشرة أنت كافرة إذاً الفكر والخوف وأنا وأنت والحقيقة هذا على الصعيد العام ولكن إذا كنت فلسطيني فهنا ستغرق أكثر فأكثر هؤلاء الذين يتهمون شهدائهم الأن بالخيانة إذا كنت دون الفصائلية وانتقدت أحدهم فأنت عميل وتعمل لأجندة الاحتلال وهذه بكل بساطة تهمة دون النقاش ولكن إذا احتد الحوار وتعمق النقاش أول سؤال ماذا فعلت أنت نحن الذين ويبدأ الرقص على غصن مجد الماضي الذي كسر وتهاوى منذ زمن وكلهم متهمون بداية بالأنظمة العربية باستثناء ونهاية بالذين يمثلون المشهد الفلسطيني دون استثناء.
بقلم الكاتبة والشاعرة الفلسطينية بالشتات الأوروبي/ باسله الصبيحي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت