هذا الشهيد فارس أبو ذكار
سألته سؤال حيرني الجواب
قلت له أنت خائف يا فارس
كانت الدقائق معدودة أمامنا
محاصرين من كل ناحية وزاوية
وكان السلاح هنا لي مفاجأة
مطاردين لا يملكون الرصاص
أعدادها لا تتجاوز الخمسة
قطعة واحدة وصعب فتح مواجهة
قررنا تخزينها في أي مكان
حذرني من اللعب فيها وسحبها
بدت عليه علامات الخوف والحسرة
أدرك أنه شجاع ومقدام وثائر
نفذ من قبل وضرب العدو أكثر
تحسب الشبل ما ينتظره اعتقال
احساسي كان في لحظة مرتبكة
ونحن نبحث مع الرفاق عن فتحة
كي نُهرب منها ما تمكن منهم
لم يسعفنا الوقت واشتد الحصار
أصبح البيت كله محاط من البنادق
وفجأة بدأ الهجوم علينا بكثافة
صراخ واطلاق رصاص دفع المطارد
أن يحاول القفز من النافذة
نجح الرفيق الأول ولحقه فارس
واعتقلنا ولم نعلم عنهم أي خبر
كانت الليلة الأولي في بداية رمضان
نام الكل فيها وبقيت وحدي سهران
حتي أتى الخبر من رفيقة تحذر
اليوم المنطقة غريبة وكلها جنود
وفي التحقيق تم الكشف عن المزيد
كانت المعلومات تشير باصابته فقط
تم الافراج عني وعن بعض من كان معنا
كان وقت المغرب يقترب ولم نتحصل
على سيارة تقلنا لرفح ونزلنا قبل
وأثناء السير في مدينة خان يونس
صفعت مجددا من خبر مكتوب على جدار
استشهاد المغوار فارس أبو ذكار
واستمريت مع الصديق ووصلنا رفح
سمعت صوت ينادي قلت له هنا العزاء
زرنا البيت الذي كنا فيه لنطمئن
وبيت من تبقى في الأسر بعدنا أيضا
وكان سلامنا حار لمن نجا يوم المعركة
ومعكم نستذكر دوما أخبار الشهداء
والأسرى والجرحى وكل ذكريات الوطن
من الانتفاضة الأولى وما قبلها وما بعدها
باسم الوفاء والحقيقة لكل روح ثائرة فينا
لروحك السلام رفيقنا الغالي مع أرواح النضال
وما أكثر الأسماء والقوافل كما هي تشير لفلسطين
بقلم كرم الشبطي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت