لا تشوه الصورة

بقلم: حازم عبد الله سلامة

حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

رسمت لك بخيالي أجمل وأروع صورة ، صورة جميلة مثالية ليس لها شبيه ،

ولكنك بكل مرة كنت تشوه هذه الصورة ، فأُكابر وألتمس الأعذار وأقبل المبررات ، وأُعيد ترميم الصورة من جديد فتعود بجمالها ونضارتها ، لتعود أنت مكرراً أخطاءك ، فتسكب علي الصورة اللون الأسود القاتم ، لتخفي جمالها وتطمس روعتها ،

ولكني ما يئست وعدت تقبلت أعذارك ومبرراتك أو أقنعت نفسي بها مرغماً ، لأنني كنت أملك الأمل والثقة بقدرتي علي إصلاح الصورة وإعادة رونقها وجمالها كما تمنيتها وكما رسمتها في مُخيلتي ،

 

حاولت وحاولت بكل طاقاتي وقدرتي ولم أتوانى لحظة عن إبقاء  الصورة نابضة جمالاً كما أُحب لها أن تكون ،

وكما يجب أن تكون ،

فهل سيضيع الوقت هكذا ؟؟؟ وإلي متي سأصبر وأنتظر منك إرادة قوية ونية صافية لتكمل معي رسم الصورة بألوانها الزاهية الرائعة ؟؟؟ ومتي ستقدر وتستطيع أن تصدق مع نفسك وتجعل الصورة جميلة بلا خربشات وبلا رتوش لتبقي ساطعة جمالاً ، لنكمل رسم صورة جديدة للحياة والأمل والحب والوفاء ،

لًنرسم لوحة كأنها حلم تحقق بعد عناء ،

 

فمتي ستنتصر علي نفسك وتعرف أن بقاء الصورة جميلة يحتاج منك إرادة حقيقية وصادقة ، وتتيقن أنه بجمال الصورة تنال المحبة والوفاء وتتحقق سعادتك وطموحاتك وأمانيك ، فهل أنت قادر علي هذا التحدي البسيط لترسم الصورة الأجمل لك بكل صدق ووفاء وإيمان مطلق بأن تكون أجمل لوحة ؟؟؟

 

هل ستتردد كثيراً وتنتظر طويلاً حتي تعيد ترتيب نفسك وتعرف أين يجب أن تكون وكيف ؟؟؟

هل الصورة لا تعني لك شيئاً وتريد تشويهها برغبتك أم هي حالة تخبط تعيشها وضياع ولا تريد الخروج منها ؟؟؟ إياك أن تستسلم للضياع ، وتمسك جيداً وبصدق باليد التي تمتد لك دوماً لتساعدك ولا تتركها وانهض من غفوتك وكبوتك ، فالوقت يمضي ومازال هناك متسعاً لتعيد رسم صورتك بألوان الحب الصافي ، والثقة الكبيرة ، والإرادة القوية ، فمازال الأمل موجود فلا تقتله ، ومازالت الثقة موجودة فلا تزعزعها ، ومازلت أنت قادر علي تجاوز تلك المرحلة لو أردت حقاً ،

 

فهل سأنتظر طويلاً ؟؟  وهل طاقتي ستتحمل أكثر ؟؟؟ أتمني ألا أضطر لأكسر اللوحة وأمزق الصورة وأنطلق بعيداً لإيماني بأنه لم يعد هناك أمل أو رجاء ، واعترافاً بعجزي وعدم قدرتي علي إصلاح الصورة بعد أن عبثت أنت بها عدة مرات ، ولعدم رغبتك بجمالها وروعتها ،

 

ستعود اللوحة جميلة وتزداد الصورة جمالاً واكتمالاً بإرادتك أنت ، بالوفاء والحب والمصداقية

فلتحافظ بقوة علي أن تبقي صورة جميلة ولا تسكب السواد عليها فتقتل جمالها وروعتها ، فتقتل الحب فيها والثقة والأمل ،

 

فكر طويلاً وحدد خيارك فإما أن تتمزق الصورة وتكون النهاية ، أو تعيدها جميلة كما يجب وتكون بداية ،

ستكون هذه الرسالة الأخيرة لو أردتها النهاية ، وستكون البداية لو أعدت للصورة ما تستحق لتستمر بجمالها ووضوحها ونصاعتها دون شوائب وانكسارات ،

كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "

[email protected]

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت