برلمان السلام”.. تطبيع مجاني مع الاحتلال " بعد “صفقة القرن”

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله

عقد مسئولون حاليون وسابقون في السلطة الفلسطينية لقاءً تطبيعيًا مع مسئولين إسرائيليين في تل أبيب بالداخل الفلسطيني المحتل، تحت مسمى الحديث في “صفقة القرن”. و ضم 20 مسئولا فلسطينيا حاليا وسابقا و22 مسئولا إسرائيليا، تحت شعار ما يسمى “برلمان السلام” في تل أبيب، وشارك فيه وزراء سابقون، ورئيس بلدية سابق وعضو بلدية البيرة،
هذه اللقاءات التطبيعية تحت شعار السلام الموهوم تعيدنا للماضي أيام الانتداب البريطاني على فلسطين لاخماد الثورة " وقد هدفت السلطات البريطانية " من وراء تشجيع تشكيل " فرق السلام "، التي وضعت تحت إشراف الضابط الإنكليزي تشارلز تيجارت، الخبير بمكافحة حرب العصابات، إلى إشعال نار الحرب الأهلية في البلاد، كما هدفت إلى تأليب الفلاحين على الثورة، مستغلة أعمال السلب والنهب التي كانت تقوم بها تلك الفرق ، وكذلك إلى تشويه سمعة الثورة في الداخل والخارج وإظهارها بمظهر غير ثوري (خلة، ص 459-460).
وبتنا حقا نتخوف من واقع تعايشه في ظل انعدام رؤيا استراتجيه وطنيه ، في ظل التخبط للبحث عن السلام الموهوم والحقوق الضائعة في ظل مسعى صهيو أمريكي لتصفية القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية وتتطلب موقف يرقى لمستوى التحديات التي تهدد قضيتنا الوطنية
إن تمسكنا بحقوقنا أمر مفروض علينا وان نضال شعبنا الفلسطيني هو لأجل تحقيق سيادتنا الوطنية على حدود دولتنا ، ونحن ننادي ونطالب الدول العربية برفض التطبيع مع إسرائيل ونطالب ألجامعه العربية بتفعيل المقاطعة ألاقتصاديه مع إسرائيل ، علينا أن لا نكون الجسر للتطبيع المجاني مع إسرائيل التي تحتل فلسطين وان لا تأخذنا العزة بالإثم ونتشبث بالرأي ونتعصب لحد الإصرار لعقد لقاءات مع مؤسسات الاحتلال وغيرها من المسميات وكأننا نعود القهقرى نعود لنستنسخ التاريخ ويطل علينا فريق التطبيع بحيث تحت وهم السلام الموهوم وتحت ذريعة بحث " صفقة القرن " وحكومة إسرائيل الانتقالية والقادمة تتحضر لضم المستوطنات والغور وشمال البحر الميت
علينا أن لا نكون جسور التطبيع المجاني في وقت تستبيح فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي الدم الفلسطيني وتنتهك حرمات المسجد الأقصى والمقدسات وتعزل الإحياء في القدس بعضها عن بعض لتمهد لتمرير صفقة القرن وتمارس حكومة الاحتلال أبشع أنواع الاحتلال والعنصرية بحق الشعب الفلسطيني
نحن بحاجه لموقف فلسطيني رافض لكل أشكال التطبيع مع الاحتلال ، كما أننا بحاجه لاستراتجيه وطنيه تستند لمرجعية وطنيه ، وكذلك بحاجه لموقف سياسي عربي يدعم توجهنا في مواجهة إسرائيل عبر كل المنابر ، علينا أن لا نخسر دعم الأشقاء العرب بمواقفنا المتذبذبة والمتارجحه ، ونخسر أنفسنا وقضيتنا الوطنية والوقوع بخلافات نحن في غنى عنها ولا مبرر لها . إن مطلبنا نحن الفلسطينيون هو وقف التطبيع المجاني مع إسرائيل أيا كان نوعه وأيا كانت مبرراته ، ونرفض أن نكون جسر التطبيع المجاني مع إسرائيل تحت أية ظروف والتطبيع برؤيا البعض أنها حق مع أنها باطل و تتعارض والرؤيا الوطنية الشاملة لرفض التطبيع المجاني ، تصريحات “دانئيل بن سيمون” عضو كنيست إسرائيلي سابق، في برلمان السلام ، إن “هذه اللقاءات غير مجدية، لأن هناك اتفاق بين الأشخاص الذين خسروا معركة السلام، وأرى أن هذا اللقاء مجرد لفتة ترضية”. ونختم بقول الشافعي
نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالعَيْبُ فِينَا ** وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا
والذي بعده :
وَنَهجُو ذَا الزَّمَانَ بِغيرِ ذَنْبٍ ** وَلَوْ نَطَقَ الزَّمَانُ لَنَا هَجَانَا

المحامي علي ابوحبله

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت