أكد سفير دولة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي عبد الرحيم الفرا، أن موقف الاتحاد الأوروبي من القضية الفلسطينية ثابت وواضح، والمتمثل بالإجماع على أن أي خطة تقدم بشأن القضية الفلسطينية ولا تتماشى مع المعايير الدلوية، مرفوضة أوروبياً، واعتبار الاستيطان غير شرعي والاعتراف بحدود عام 1967.
وقال الفرا في حديث لبرنامج "ملف اليوم" عبر تلفزيون "فلسطين" الرسمي، "لم يتبق على الاتحاد الأوروبي سوى تطبيق هذا المحور على أرض الواقع، عبر تحديد الحدود والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات الحدود"، مشيراً إلى دعوة رئيس وزراء لكسمبورغ دول الاتحاد للاعتراف بدولة فلسطين.
وأضاف: "كان من المفروض أن يتم التصويت داخل الاتحاد أمس، لكن البعض طلب تأجيل نقاش الموضوع إلى الاجتماع المقبل في شهر اذار/مارس إلى حين انتهاء الانتخابات الإسرائيلية، وهناك دول وافقت على هذا الطرح، لكنها طالبت بأن تكون القضية الفلسطينية حاضرة على جدول الأعمال كنقطة رئيسية وأن تأخذ حقها في النقاش".
وأكد الفرا وجود حالة من الترقب والانتظار لنتائج اجتماع الاتحاد الأوروبي المقبل، خاصة أن الدول التي تدعم رفض "صفقة القرن" كثيرة في الاتحاد ولها وزنها، معتبراً أن ما أكد عليه المفوض الأعلى للسياسة والأمن جوزيف بوريل ووزراء خارجية الدول الأعضاء أن أي خطة تتجه نحو الحل لا تتماشى مع المعايير الدولية مرفوضة أوروبياً، وهذا بحد ذاته يعد رفضاً لـ"صفقة القرن".
وكان بوريل قال أيضا، "في حال قامت اسرائيل بما يسمى الضم في أي منطقة سيكون لنا موقف آخر".
ولفت الفرا إلى أن الأوروبيين عبروا عن رفضهم لـ"صفقة القرن" لكن بشكل ضمني، فهم يقولون نرفض أي خطة لا تتماشى مع المعايير الدولية.
وقال: "حسب ما نقل لنا هناك دول أوروبية أصبحت تطالب بعقد مؤتمر دولي أو إقليمي أو مجموعة من الدول لإيجاد حل عادل وشامل، وأن لا يترك الحل بيد الإدارة الأميركية".
وبين أنه "ورغم وجود علاقات تجارية تربط الولايات المتحدة الأميركية بدول الاتحاد الأوروبي إلا أنها غير قادرة على فرض الإملاءات عليها، فدول الاتحاد لها كلمتها وموجودة دائماً"، لافتاً إلى ما قاله مسؤولون أوروبيون "إلى متى سيبقى الاتحاد الأوروبي مجرد صندوق داعم للمؤسسات الفلسطينية، متى سيأخذ الاتحاد الأوروبي زمام الأمور بيده".
ولفت الفرا إلى طرح الرئيس محمود عباس فكرة وجوب وجود آلية دولية لإدارة عملية السلام في الشرق الأوسط، في مجلس الامن بحضور دول أوروبية.
وأشار الى أن بعض وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يتبنون هذه الفكرة، وقالوا "يجب أن يكون دور للاتحاد الأوروبي في إيجاد عملية جديدة للسلام، فلماذا لا تشرف أوروبا على عقد مؤتمر دولي للسلام، أو تطوير دور الرباعية، كونه أصبح واضحاً لهم أن الطرف الفلسطيني لن يقبل أن تكون أميركا الوسيط الوحيد لإدارة هذا الملف".
وأشار الفرا إلى مطالبته مجلس السفراء العرب بتشكيل لجنة سميت لجنة فلسطين، مكونة من سبعة سفراء تلتقي دائماً مع مسؤوليين أوروبيين، وتتحدث بصوت واحد حول القضية الفلسطينية.