كزماوي، هكذا نقول عن كل من يعود باصوله الى بلدة (إجزم) قضاء مدينة حيفا. هذه البلدة الجميلة في فلسطين، والتي انجبت نُخب من المتعلمين، وخاصة المهندسين والأطباء، في دياسبورا المنافي والشتات، في سوريا والعراق بشكلٍ خاص. فكانت كلمة (كزماوي) دالة واضحة بدلاً من كلمة (جزماوي)، وقد يكون السبب في ذلك أن عموم أهالي بلدة (إجزم) ينطقون حرف القاف بــ (كاف)، حالهم كحال أهالي بلدات (مثلث الكرمل) : الطنطورة، وجبع، وعين غزال ...
العميد صلاح أبوزرد، عرفته منذ سنواتٍ طويلة، وتعمّقت معرفتي به جيداً اثناء خدمتي العسكرية كضابط مجند برتبة ملازم بعد اتمام الدورة العسكرية في كلية المشاة العسكرية بحلب، وحينها تم فرزي الى الكتيبة التي كان يقودها في مرتفعات جبل الشيخ، بينما كان قائد القوات وقتها المرحوم العميد الركن علي قاسم أسعد (من إجرم أيضاً)، ورئيس الأركان العقيد الركن محمد صرصور (من اللد).
العميد صلاح أبو زرد، من مواليد إجزم قضاء حيفا 22/2/1940، وخريج الكلية الحربية السورية باختصاص هندسة الغام، تدرج بالرتب العسكرية الى رتبة عميد، وانتهت خدمته في الجيش مديرًا لمركز التدريب العام لجيش التحرير الفلسطيني في سوريا عام 2003.
شيطان في العسكرية، وفتحاوي في مزاجه السياسي، حين ربطته علاقات خاصة مع حركة فتح وقوات العاصفة، التي ترك جيش التحرير في فترات معينة وكان في معسكراتها وقواتها، في المرحلة الأردنية من العمل العسكري الفلسطيني، وهنا اشير للواقعة المروية التالية : على طريق وادي شعيب في منطقة السلط الأردنية، تعرضت مواقع المقاومة للقصف الجوي من طائرات الإحتلال يوم 4/8/1968، وكان صلاح أبو زرد من الضباط المتواجدين في تلك المواقع، واستشهد في حينها العديد من المقاتلين، كان من بينهم الرائد خالد واسمه الحقيقي فايز حمدان، والمهندس عمر السرطاوي شقيق الشهيد الدكتور عصام السرطاوي، والملازم فجر ...
كما كان قيادياً في القوات العسكرية لحركة فتح في مناطق مختلفة في سوريا (قاعدة برج سلام) على الساحل، وفي مصياف وغيرها. وفي حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 ساهم ضمن تشكيلات جيش التحرير الفلسطيني (قوات حطين + قوات القادسية)، وكان برتبة نقيب، وخدم في الحرب وحرب الإستنزاف ما بين قريتي دربل وكفر حور وصولاً لإنتقال كل قوات جيش التحرير الى لبنان بدايات العام 1976.
كان العقيد صلاح عوض أبو زرد، عسكرياً محترفاً، وعاشقاً لصيد الأرانب البرية في مرتفعات جبل الشيخ، خاصة في الليل، حين كان ينطلق بسيارة تويوتا عسكرية مع كاشف اضاءة ساطع يضيئه عند ملاحظته حركة الأرانب البرية التي كانت ترتع في وهاد الجبل ومرتفعاته الشرقية المتاخمة للبنان، فقد كانت جولاته في الصيد شبه يومية بالقرب من موقع مرتفع شرق حرمون (المرتفع 2600)، الذي خدمت فيه قرابة ستة أشهر متتالية، ويَطلُ على بلدة راشيا الوادي اللبنانية. فيما كان المرحوم المقدم (في حينها) عبد الرزاق سحيم (من عرب الوهيب) رئيس أركان الكتيبة، صاحب الطلة العسكرية، والجسم المُتميز طولاً، وتناسقاً، طيب القلب بالرغم من نبرته وصوته العالي، وهيئته الممتلئة بالصرامة ...
استشهد ثلاثة من أبناءه، الشهيد سامر صلاح أبوزرد، والشهيد ماهر صلاح أبوزرد، والشهيد عوض صلاح أبوزرد. ومن اقاربه الشهيد عوض ابراهيم ابو زرد، من مواليد 1956، واستشهد اثناء اقتحام مستعمرة (عين زيف) شمال فلسطين المحتلة في 4/9/1974 الى جانب الشهيد فؤاد محمد أبو دية، من بلدة فرعم قضاء صفد، ومن مواليد مخيم حماة 1955
بقلم علي بدوان
.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت