ان ما يسمى بالخطة الأميركية وهي بالحقيقة مؤامرة كبرى علي الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة في فلسطين احتوت في مجملها على أكثر من 300 خرق لأحكام القانون الدولي أهمها الخروقات الأساسية عدا عن الخروقات المتعلقة بالسيادة وقطاع غزة والموارد الطبيعية والاقتصاد وتطرقت «ورقة الحقائق» الصادرة عن منظمة التحرير الفلسطينية لتلك الخروقات وخاصة حول قضية القدس فإن الخطة الأميركية خالفت جميع قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة والتي في مجملها ما يعادل 20 قراراً واحتوت الخطة 20 على جزءاً حاول فيها تشريع نحو 60 مخالفة قانونية دولية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة والتي لا تعترف بسيادة الاحتلال الاسرائيلي على القدس .
ان التحرك الفلسطيني النشط والسريع والممنهج ساهم في احتواء تداعيات الصفقة المشبوهة على الصعيد الدولي وتداعياتها علي الموقف العربي ودفع الدول العربية للوقوف امام مسؤولياتهم في رفضها وفي الوقت نفسه كشف القناع ايضا عن مواقف بعض الدول المتخاذلة والتي ابدت تعاونها مع الاحتلال على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني .
ان الموقف الفلسطيني كان واضحا وصريحا وحاسما علي كافة الاصعدة فيما يتعلق بمواجهة صفقة القرن الامريكية حيث لا يمكن ان يتم تمرير الصفقة التي تنتقص من حقوق شعبنا وتسويق افكار تسهم في سرقة الارض الفلسطينية وكانت مواقف الرئيس محمود عباس واضحة ومعبرة عن تطلعات جماهير الشعب الفلسطيني في جميع اماكن تواجده وواجهت كل التحديات التي فرضت على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وأن الموقف الدولي وهذا التضامن مع الشعب الفلسطيني وإعادة مكانة فلسطين لتتصدر العمل الدولي سيكون له تأثير في بناء موقف اقليمي بما يتعلق بصفقة القرن للخروج بموقف عربي دولي موحد تجاه مواجهة التحديات التي فرضتها صفقة ومؤامرة ترامب على الحقوق الفلسطينية الغير قابلة للتصرف . ان الموقف الفلسطيني والمواقف العربية والتي تصدرها الموقف الاردني كانت مواقف جدية وحاسمة بما يتعلق بالحقوق الفلسطينية والدفاع عن القدس وسيكتب التاريخ بحروف من نور تلك المواقف التي ابداها جلالة الملك عبد الله الثاني تجاه حماية القدس والدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسحية بما يتعلق في الوصايا الاردنية التي تمتد من جيل الي جيل ليتوارثها الاجيال والحفاظ على الحقوق الثابتة والحق الاصيل في حماية القدس والدفاع عنها والعمل على اقامة سلام عادل وشامل في المنطقة يأخذ بعين الاعتبار الحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني، وإن المواقف العربية المعلنة والتي خرجت عن الاجتماعات كانت مهمة ومفيدة للجهد الفلسطيني الرامي لإسقاط صفقة القرن والتي يجب ان يتم البناء عليها وتفعيلها ومواصلة الجهود لوضع استراتجية عربية شاملة لمواجهة صفقة القرن وضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام تقوده الرباعية الدولية ودول اخرى على ارضية القانون والشرعية الدولية ليكون بديلا حقيقيا وجادا للخطط الأميركية أحادية الجانب ومشروع صفقة القرن الفاشلة . ان وضع استراتجية عربية شاملة والتوقيع عليها من قبل الدول العربية تشكل خطوة مهمة لتثبيت الموقف العربي ووضع نقاط محدده تكفل حماية الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية الثابتة وتحدد اولويات الموقف العربي تجاه أي مشروع للسلام الثابت تكون قاعدتها مبادرة السلام العربية والوثيقة التي صدرت بالإجماع العربي عن اجتماع وزراء الخارجية العرب وتسمح بتطوير الموقف العربي الشامل على الصعيد الدولي في مختلف المحافل الدولية ومختلف المحافل الدولية لحشد موقف دولي رافض لصفقة القرن .
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت