الضفة الغربية في مواجهة ضم المستوطنات وفرض السيادة الإسرائيلية

بقلم: غسان مصطفى الشامي

غسان مصطفى الشامي

بدأ الكيان الصهيوني عمليا في تنفيذ بنود صفقة القرن الأمريكية والتي تضع الضفة الغربية والقدس المحتلة في بؤرة الاستهداف بل إن أكثر بنود الصفقة سيتم تطبيقها على الضفة والقدس المحتلة فقد بدأت سلطات الاحتلال العمل على تنفيذ خرائط ضم مستوطنات الضفة وفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية والقدس.

وحديثا قال رئيس الوزراء في الكيان ( نتنياهو) إن حكومته ستعمل على تحويل الضفة الغربية إلى جزء لا يتجزأ من دولة ( إسرائيل ) معلنا عن لجنة فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة وهي لجنة اسرائيلية أمريكية مشتركة لترسيم الخرائط للمستوطنات الاسرائيلية في الضفة التي سيتم ضمها للكيان، حيث بدأت أعملها  لتطبيق صفقة القرن الأمريكية، ويتكون طاقم اللجنة المشتركة حسب المصادر الإسرائيلية من الوزير الليكودي (ياريف ليفين )، و (مئير بن شابات)، و(رونين بيريتس )، حيث يستعين أفراد الفريق بالسفير الأمريكي لدى إسرائيل (ديفيد فريدمان) الذي هو أيضاً عضوا في  اللجنة المشتركة  يمثل الجانب الأمريكي.

إن جرائم الكيان الصهيوني في ضم مستوطنات الضفة المحتلة وتنفيذ سيناريوهات صفقة القرن ورسم خرائط جديدة هدفه بالأساس تعزيز الأمن الإسرائيلي في الضفة المحتلة والمستوطنات الجديدة ومواصلة مشاريع تهويد الضفة الغربية، وهذا ما صرح به حديثا  ( نتنياهو) بقوله : "خطة صفقة القرن سوف تعزز الأمن الإسرائيلي بالضفة، وتؤمن مستقبل وجودنا بالمنطقة و ستؤدي الى اعتراف أمريكي بالاستيطان اليهودي بالضفة، وذلك لأول مرة منذ قيام الدولة الإسرائيلية، حسب ( نتنياهو) .

وتشير الوقائع الميدانية على الأرض وفقا للصحافة العبرية أن اللجنة الإسرائيلية الأمريكية بدأت أعمالها لتحديد المناطق التي ستفرض عليها السيادة الاسرائيلية، كما أن هناك ثمة خطة إسرائيلية  خطيرة تعمل على بناء شبكة كهربائية في الأراضي الفلسطينية وهي تستهدف بالأساس خدمة مستوطنات الضفة الغربية  حسب ما أعلنته مؤخرا هيئة البث الإسرائيلي ( كان) أن شركة الكهرباء الإسرائيلية قامت ببلورة خطة شاملة لتطوير البنى التحتية الكهربائية في الضفة للتجمعات السكنية الفلسطينية واليهودية (المستوطنات) على حد سواء.

إن أعمال اللجنة الإسرائيلية الأمريكية المشتركة لترسيم خرائط جديدة للمستوطنات هي خطوة عملية لتنفيذ بنود صفقة القرن الأمريكية وهي تسير قدما  وبحماية أمريكية كاملة من اضافة الصفة القانونية على ما يحدث على أرض في تنفيذ الخرائط الجديدة وتطبيق سياسية صهيونية أمريكية جديدة برؤية عسكرية أمنية بهدف لإجهاض إقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي".

إن الغطرسة الإسرائيلية التي تسير بغطاء أمريكي تؤكد مجددا على المشاركة الأمريكية في كافة الجرائم الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني، وأن المشاريع والمخططات الأمريكية للمنطقة تتناغم مع مشاريع الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يؤكد أن الادارة الأمريكية لم تعد وسيطا نزيها في إيجاد الحلول للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بل إن الإدارة الأمريكية تشرعن للاحتلال جرائمه وتعطيه الضوء الأخضر الأممي لمواصلة مجازره تجاه شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته.

إن صفقة القرن الأمريكية ومخططاتها أنها تكشف الوجه القبيح عن المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكنا أمام هذه المخططات الاجرامية ومشاريع التهويد والفصل العنصري والابادة والتشريد بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، بل إن مشاريع الصفقة الأمريكية تعمل على تكريس واقع احتلالي جديد لأرضنا الفلسطينية.

إلى الملتقى ،،

بقلم / د. غسان مصطفى الشامي

[email protected]

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت