إن الرفض الشعبي والجماهيري يتزايد والإدانة الدولية لما يسمى صفقة القرن تتسع والكل يدين ويستنكر اعلان الصفقة التي دشنها ترامب ونتنياهو وما يسمى خطة السلام المزعومة بوصفها تعديا صارخا على المرجعيات الدولية وانتهاكا فاضحا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ويعد ذلك سطو واعتداء مكتمل الأركان على الحقوق الوطنية الفلسطينية لذلك شهد العالم مسيرات واسعة وغالبا كانت تنظم هذه المسيرات امام السفارات الامريكية للتعبير عن الرفض الشعبي والجماهيري لتلك السياسات التي تتناقض مع الحقوق الفلسطينية والقانون الدولي والتي عكست الموقف الدولي وترجمت مواقف العديد من دول العالم وخاصة دول الاتحاد الاوروبي التي بات تعتبر صفقة القرن لا تلبى ضروريات السلام وتتناقض مع الشرعية الدولية وان تلك المسيرات الجماهيرية التي ترفض صفقة القرن تواصلت في مختف دول اوروبا وحتى في امريكيا نفسها حيث عبرت عن غضبها ورفضها للإعلان الأميركي الإسرائيلي الأحادي وتلك الاجراءات التي تمارسها حكومة الاحتلال في الضفة الغربية ضمن ما يعرف بخطة صفقة القرن .
إن هذه الصفقة كتبت بيد إسرائيلية وأشرفت عليها ايضا مخابرات الاحتلال وأجهزة الموساد وتبنتها الادارة الامريكية وأعلنت بلسان أميركي من واشنطن ومصيرها كما مصير الاحتلال إلى زوال حتمي، والنصر حليف الشعب الفلسطيني الذي يقف اليوم موحدا للدفاع عن حقوقه ومستقبله وروايته التاريخية من الصراع وأن قضية فلسطين أكبر من تلك المهاترات وأقوى من أي إعلان تصفوي تآمري ضد الحقوق التاريخية لشعب يعيش علي ارض فلسطين وله تاريخه وحقوقه في تقرير مصيره .
إن الإعلان عن تشكيل ما يسمى لجنة رسم خرائط الضم الاسرائيلية الأميركية بتشكيلتها يعكس عمق الشراكة بين ترامب ونتنياهو ومدي التعاون بينهما وحجم المؤامرة على القضية الفلسطينية كما لخصتها صفقة القرن المشؤومة ويشكل إمعانا في العدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه واستخفافا بالمواقف الدولية التي رفضت صفقة القرن وان هذه التداعيات الخطيرة على فرص تحقيق السلام وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها، ويعد تماديا في التمرد والانقلاب على القانون والشرعية الدولية حيث سيجلب للمنطقة الدمار والخراب الشامل .
ان الشعب الفلسطيني وكل الاحرار في العالم ينظرون بخطورة بالغة لهذه الخطوة الاستفزازية العدوانية التي تسهم في تدمير عملية السلام برمتها وهي تعبير عن عنصرية الاحتلال وإجراءات وتدابير الاحتلال الهادفة الى فرض سلام القوة والهيمنة وحسم قضايا الوضع النهائي التفاوضية من جانب واحد وأن اقدام سلطات الاحتلال على ضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة يعني الامعان في ممارسة سياسة الارهاب المنظم وممارسة القمع والعدوان ويدمر نهائياً كل ما تبقى من الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ويضع بشكل نهائي الولايات المتحدة الأميركية بما يمثله موقف البيت الأبيض والإدارة الحالية في مصاف الدول الراعية للإرهاب الإسرائيلي والداعمة له.
ان المجتمع الدولي مطالب بالاستجابة للمطالب الشعبية وتوحيد الجهود الدولية بالوقوف عند مسؤولياته والتصدي للإعلان الأميركي للخطة المزعومة باعتبارها وثيقة استسلام استفزازية يرفضها العالم اجمع والشعب الفلسطيني بكل أطيافه ومكوناته وشرائحه الوطنية وومن الضروري ان تتحمل الحكومات الاوروبية المسؤولية وعدم المشاركة في ظلم الشعب الفلسطيني والمساهمة الفاعلة في ضرورة تبني الدعوة الي عقد مؤتمر دولي للسلام يشكل قاعدة اساسة في طرح الموقف الدولي من عملية السلام وتشكيل مرجعية شمولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني العادلة والتصدي لصفقة القرن الامريكية .
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت