اعتبر مسؤول الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، أن استمرار السلطة الفلسطينية في الحديث عن المفاوضات مع إسرائيل والرهان على ما تُسمى "الشرعية الدولية والنزاهة وحقوق الانسان والعدالة" هو "نوع من أنواع الخداع لشعبنا."
وأوضح الهندي خلال لقاء عبر قناة "الأقصى" الفضائية، مساء الجمعة، بأن الرهان على تلك المجموعة الدولية والأنظمة العربية "أثبتت فشلها منذ عقود من الزمن"، مؤكدًا بان المطلوب هو انهاء التنسيق الأمني بشكل كامل ودعم المقاومة في الضفة الغربية بكل الأشكال المتاحة والعمل على استمرارها ضد الاحتلال الإسرائيلي.كما قال
وقال الهندي: "صفقة القرن تمثل للفلسطينيين معركة مصيرية تحتاج إلى خطة ورؤية وهي تهدف لمنح الضفة الغربية بالكامل للكيان الصهيوني".
وأضاف: "صفقة ترامب تراهن على انهيار الضفة الغربية المحتلة واضعاف الموقف الفلسطيني والمطلوب الآن هو تحويل الرفض الفلسطيني لصفقة ترامب إلى خطة حقيقية لاستنهاض الفلسطينيين، وإما فإن الرفض سيتحول إلى مجرد مضيعه للوقت.
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية رفضت صفقة ترامب لكنها لم تتخل عن الشراكة مع الاحتلال، لافتًا إلى أن الاختبار الحقيقي للسلطة الفلسطينية حول رفضها لصفقة القرن يتمثل في وقف التنسيق الأمني والعودة للمصالحة والوحدة.كما قال
وتابع قوله: "المشكلة أن السلطة لا تزال تراهن على المفاوضات والانتخابات الامريكية واليساريون في إسرائيل لذلك فهي لن تستطيع مواجهة صفقة القرن، وهذا الامر هو فرصة لحركة فتح بأن تتربع وتقود المواجهات الشعبية مع الاحتلال في الضفة الغربي المحتلة، وتترك عبث السلطة وأوهام السلام مع المحتل".
وفيما يتعلق بالمقاومة أكد الهندي بان "المقاومة هي الجدار الأخير للأمتين العربية والإسلامية في مواجهة التغول الصهيوني والامريكي لحماية مقدرات الأمة على مدار الوقت."
وقال: "ندرك بأن "المنطقة اليوم تعيش في حالة صراع وظروف صعبة جدًا لكن يجب أن نتمسك بثقة شعبنا والمقاومة في مواجهة الاحتلال وما تُسمى "صفقة القرن" وعلى الجميع أن يقدم الدعم المعنوي والمادي إلى المقاومة الفلسطينية في كل أماكن تواجدها".
وأشار إلى أن "المقاومة للأسف الشديد مجرمة ومحرمة لدى النظام العربي والسلطة الفلسطينية وليس لها غطاء إلى الشعب وهو أصل المقاومة والدفاع والكفاح عن قضيته ووطنه".
وأضاف: "نراهن على المقاومة بكافة أشكالها والشعبية منها في مواجهة التغول الإسرائيلي وعلينا أن نخرج من بوتقة الانتظار حتى الانتخابات الأمريكية او تغير حكومة الاحتلال".
وبين الهندي أن الشعب الفلسطيني منذ احتلال فلسطين عام 1948 لا يملك سوى الإرادة القوية والثقة والعقيدة والمقاومة والكفاح ضد هذا المحتل الإسرائيلي وهذه علامات قوة وتماسك شعبنا الفلسطيني في مواجهة الجبهة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي الهشة.
وفيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية ضد قطاع غزة، رأى الهندي بان" تلك التهديدات فارغة المضمون، لأسباب عدة أهمها أن وقوع الحرب على غزة ليس من مصلحة العدو مطلقًا، كما أنها رسالة إلى المنتخب الإسرائيلي ليضع صوته لمن يواصل تهديداته ضد شعبنا في قطاع غزة."
وأكد الهندي، بان" الاحتلال يدرك تمامًا بأن أي عملية حماقة باغتيال قائد أو رمز من رموز المقاومة فإن الرد سيكون مختلف دون شك، بعكس ما يتوهم نتنياهو أو أي مسؤول في حكومته الذين يتوهمون بان الرد سيكون ضعيف"، مشددًا على أن رد المقاومة على أي عملية عسكرية أو اغتيال سيكون أضعاف مع يتوقع الاحتلال.
وتوقع الهندي بأن" الانتخابات الإسرائيلية الثالثة القادمة لن تتغير، لكن من المرجح أن ينضم ليبرمان إلى غانتس لان المسألة أصبحت بين ليبرمان ونتنياهو شخصية."
وقال: "يحاول الاحتلال الإسرائيلي أن يجعل من التسهيلات التي يقدمها لسكان قطاع غزة من توسيع مساحة الصيد وإدخال بعض المساعدات هي المطالب الأساسية لغزة وتعاقبهم إذا لم أطلقت صاروخ أو بالون حارق لكن المقاومة متيقظة لهذا الأمر".
وشدد على أن فصائل المقاومة الفلسطينية تجتمع باستمرار وبشكل يومي لمناقشة لتدارس الموقف، وبين الهندي بان هناك محاولات متواطئة لاحتواء المقاومة في غزة.
وفيما يتعلق بمحاولات إحباط الشعب الفلسطيني قال الهندي: "من يروج لهذا المنطق وبث الإحباط في نفوسنا بأن العرب تأمروا علينا واشتد الحصار واعتقال العشرات وهدم البيوت والاستيطان والتآمر الغربي وغيرها من مظاهر الإحباط لا فائدة منها مطلقًا لأن شعبنا يمتلك الإرادة والحق والعدالة الإلهية التي ستنصره حتمًا على الاحتلال".
وأضاف: "من يتوهم من العرب والمسلمين بأن تطبيعه مع إسرائيل سيكون في مصلحته فهو واهم وسيدفع الثمن لأن الاحتلال الإسرائيلي قائم على مشروع سيطرة ليس على فلسطين وحدها بل على كل المنطقة العربية والإسلامية كما سيمنع أي نهضة في أي بقعة من الدول العربية".
وحول تطبيع رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان قال الهندي: "هذه قلة معزولة عن الشعب السوداني وهي تفتح علاقات مع إسرائيل وتتحين الفرصة لذلك"، مشيرًا إلى أن النفاق يبرز احيانًا من زاوية المصلحة لكن المصلحة الحقيقية للشعب السوداني هي مع الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضية الامة الإسلامية".
وأشار إلى أن عدد من "الأبواق" في بعض دول الخليج العربي والمغرب العربي لا تمثل شعوب الأمة، فالشعوب قلبها ينبض مع فلسطين، مبينًا أن ما يجري في الوطن العربي والإسلامي حالة مؤقتة نتيجة الازمات والتطاحن ومحاولة الانقلاب على إرادة الشعوب.كما قال