أكد قيس عبد الكريم (أبو ليلى) نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن الموقف الرسمي ينسجم مع الإجماع الوطني الفلسطيني فيما يتعلق برفض "صفقة ترامب"، ورفض دور الولايات المتحدة الأميركية كراعي منفرد لعملية السلام وهذا أمر مهم، ولكنه لا يكفي.
وأضاف أبو ليلى في تصريح مكتوب أرسل لوكالة قدس نت للأنباء نسخة عنه، أن الصفقة ليست خطة لتوقيع اتفاق سلام بقدر ما هي خطّة يجري تنفيذها بخطوات وإجراءات من جانب واحد، تتخذها إسرائيل بالتوافق والتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، بما في ذلك التفاوض بينهم لتحديد مساحة وحدود المستوطنات التي سيجري ضمها إلى "دولة إسرائيل الكبرى" وفقاً لهذه الخطة بمعزل عن الجانب الفلسطيني.
وأكمل حديثه، أن الخطة تسعى أيضاً إلى وضع غطاء عربي إقليمي لها، من خلال دفع عملية التطبيع بين إسرائيل وبين الدول العربية؛ ولذلك لا بُدّ من خطوات مجابهة ميدانية فاعلة وناجعة لهذه الخطة، في مواجهة الإجراءات أحادية الجانب التي تتخذ من جانب إسرائيل؛ بضم الغور وتطبيق السيادة الإسرائيلية على المستوطنات، وغيرها من الإجراءات، وهذا يتطلب تطويراً للمقاومة الشعبية إلى انتفاضة شعبية شاملة، ويتطلب أيضاً تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي بشأن وقف التنسيق الأمني وسحب الاعتراف بإسرائيل والمقاطعة الاقتصادية والتحرر من "بروتوكول باريس الاقتصادي"، ويتطلب متابعة وملاحقة إسرائيل على الصعيد الدولي، واستخدام كل أدوات القانون الدولي، من أجل مساءلة مجرمي الحرب الإسرائيلية على الجرائم التي ارتكبوها بحق شعبنا، وصولاً إلى فرض العقوبات على المحتل حتى يتراجع عن احتلاله.
وحول اللقاءات التي أجرتها مؤخراً لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي بممثلي وسائل الإعلام في إسرائيل، قال أبو ليلى منتقداً: إن هذه اللقاءات ليست في وقتها إطلاقاً، فهي تأتي في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لإيجاد مناخ يسمح للتطبيع بين الولايات المتحدة وإسرائيل وليس من المناسب أن نساهم فلسطينياً بإحداث هذا المناخ، من خلال اللقاءات التي جرت وطبيعتها، وهي لقاءات تستخدم لتبرير التطبيع سواءً كان من الجانب الفلسطيني أو من الجانب العربي.
وبخصوص إلغاء زيارة وفد منظمة التحرير إلى قطاع غزة، أشار أبو ليلى أنه لم تلغَ الزيارة بعد، والوفد ما زال قائماً، وأن كلا الطرفين فتح وحماس يعطلان هذه اللقاءات، والتراشق الإعلامي مؤخراً شكل من أشكال هذا التعطيل ولا نريد أن ندخل طرفاً أيضاً في هذا التراشق الإعلامي، وندعو إلى مغادرة كل الحسابات الصغيرة والمصالح ضيقة الأفق، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا. وتابع قائلاً: للأسف كنا نتمنى أن تتابع جميع الأطراف هذه الجولة من الحوار الوطني في غزة بروح الترفع عن الصغائر كما دعا الرئيس في خطابه في أعقاب إعلان "صفقة ترامب".
وأضاف: ولكن مرةً أخرى دخلنا في دوامة الاتهامات المتبادلة التي لا نرغب الدخول في تفاصيلها؛ ومع ذلك نسعى بكل إمكانياتنا من أجل التمهيد للقاء، لكي يكون جولة أخرى من جولات الحوار الوطني، تفضي إلى تتويجها لجولة مقرّرة على مستوى الرئيس والأمناء العامين وأعضاء اللجنة التنفيذية ورئيس المجلس الوطني، بحيث تصل إلى استراتيجية موحدة لمجابهة "صفقة ترامب"، ولا تكتفي فقط بالموقف السياسي الإجماعي في رفض الصفقة.
وحول التفاهمات التي تجري بين إسرائيل وحماس، قال أبو ليلى: نحن لسنا طرفاً في هذه التفاهمات والمصلحة الوطنية تتطلب تجنبها والابتعاد عنها، ونحن اطلعنا على بعض هذه التفاهمات، ولكننا لم نكن طرفاً في التفاوض حولها، مبيناً أن الصيغة المناسبة للإفراج عن الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه قطاع غزة، هي الصيغة التي تمّ الاتفاق عليها وتمّ تنفيذها في عام 2014، من خلال الوفد الفلسطيني الموحد تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية بوجود حماس والجهاد الإسلامي، وتفاوض من خلال الوسطاء المصريين على قاعدة وقف إطلاق النار"التهدئة" مقابل "فك الحصار"، هذه المعادلة هي المناسبة التي تضمن غطاءً سياسياً وطنياً شاملاً لأي حلول إنسانية تعالج الوضع الصعب الذي يعيشه أبناؤنا بغزة."