نظمت وزارة الثقافة ومكتب إعلام الأسرى بغزة، حفلًا لإشهار كتاب "نصر الطيَّار"، تأليف الأسير في سجون الإحتلال إسلام صالح جرار، والذي يتناول فيه سيرة ومسيرة أحد قادة كتائب القسام في الضفة الغربية الشهيد نصر جرار، ونجله الشهيد أحمد، وودورهما الوطني في مقاومة الإحتلال والدفاع عن فلسطين ومقدساتها.
وحضر الحفل، وكيل الوزارة الدكتور أنور البرعاوي، وعضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور خليل الحية، والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، ومدير مكتب إعلام الأسرى نهاد الفاخوري، وعدد من الأسرى المحررين والشخصيات الاعتبارية.
وخلال كلمة له، قال البرعاوي: "إننا نتشرف بالاحتفاء بإشهار هذا الكتاب الذي كتبه أسير بطل يقبع في سجون الاحتلال الظالم، ويتحدث فيه عن سيرة شهيدين عظماء قدموا أرواحهم رخيصة من أجل الدفاع عن فلسطين، ورفض الذل والإستسلام".
وأضاف: "تؤمن الوزارة أن الثقافة بأشكالها المتنوعة من أهم وأقوى أدوات المقاومة التي يمكن توظيفها لخدمة القضايا الوطنية الفلسطينية، وعلى رأسها قضية الأسرى في سجون الاحتلال"، مشددًا على ضرورة تسليط الضوء على معاناتهم وجرائم الاحتلال بحقهم من خلال الأجناس الأدبية والفنون بأشكالها المتنوعة لمخاطبة العالم باللغة التي يفهمها.
وأكد البرعاوي أن الكتاب يؤكد على وحدة الدم والمصير والمستقبل بين الضفة الغربية وقطاع غزة وأن البوصلة ستبقى متجهة نحو العدو الحقيقي الذي يسرق وينهب الأرض ويزور التاريخ ويرتكب أبشع الجرائم الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني.
من جانبه، قال الحية: "إننا أمام ملحمة بطولية من بطولات الشعب الفلسطيني الخالدة، من يقرأ سيرة البطل جرار يرى مثالًا رائعًا من الإبداع والصمود والايمان والتحدي، وإقامة الحجة على الأصحاء فهو رغم الإصابة التي تعرض لها وأدت إلى بتر ساقيه ويده إلا أنه واصل طريق المقاومة والجهاد".
وأوضح الحية أن الشهيد جرار وضع على عاتقه استنهاض الشباب الفلسطيني وتوجيههم نحو الانخراط في المقاومة، وانطلق بشكل فردي وامكانيات بسيطة ليقود أول مجموعة نضالية وذلك بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وتنفيذه عدة عمليات عسكرية ردًا على مجزرة الحرم الإبراهيمي، لافتًا إلى أنه تعرض للاعتقال من جانب الاحتلال مرتين سُجن خلالهما (14) عامًا.
وأشار إلى أن نجله الشهيد أحمد واصل طريق والده وأكمل المسيرة ليحرك المياه الراكدة وينفذ عمليات بطولية ليذيق الإحتلال من نفس الكأس الذي يذيقه لأبناء الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أنه فجّر من بعدها ثورة تمثلت في سلسلة من العمليات البطولية التي أوجعت الإحتلال.
وأشاد الحية بمؤلف الكتاب، مؤكدًا أنه يقاوم بقلمه من داخل الزنزانة، مبينًا أن أسلوبه مفعم بالحيوية ويستخدم عبارات قوية ومؤثرة بشكلٍ موجز توصل المعنى المطلوب بشكل مباشر.
من جانبه قال الفاخوري: "أسرانا الأبطال رغم بعد المسافات بيننا إلا أنكم حاضرون بتضحياتكم وبطولاتكم، رغم بعد المسافات أقلامكم وفكركم حاضر ومؤثر، فأنتم جزء هام من الشخصية الفلسطينية المناضلة الصامدة، فقد سطرتم بصمودكم في وجه السجان أروع صور التحدي والفداء".
وأضاف: "إننا اليوم نقدم كتابًا خطت كلماته من داخل زنازين القهر والمعاناة، وكتبت حروفه بمداد الألم"، مشيرًا إلى أن مؤلف الكتاب تعرض للأسر في سجون الإحتلال (6) مرات، وشارك في العمل المقاوم إلى جانب كثير من الشهداء، وحكم عليه بالحسن (9) مؤبدات على خلفية مشاركته في عملية صفد البطولية عام 2002 والتي جاءت ردًا على اغتيال القائد صلاح شحادة.
يشار إلى أن الشهيد نصر جرار إستشهد عام 2002 في جنين بعد خوض معارك ضارية مع جنود الإحتلال، فيما استشهد نجله أحمد عام 2018 في بلدة اليامون بعد مطاردة من قوات الاحتلال استمرت عدة أسابيع على خلفية تنفيذه عملية بطولية في نابلس وأدت إلى مقتل مستوطن.