ان إرهاب الاحتلال والمستوطنين لم يكن له أي مثيل حيث تتواصل سلسلة الاعتداءات الوحشية والعدوان الهمجي اليومي بحق الشعب الفلسطيني وتبقي جريمة حرق الأطفال محمد أبو خضير وعائلة دوابشة من قبل إرهابيين يهود يعيشون في المستوطنات غير القانونية وغير الشرعية في فلسطين المحتلة هي جريمة شاهدة على هذا العدوان المنظم بالإضافة الى الجرائم البشعة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وخاصة أطفاله حيث تم اعتقال نحو 1700 طفل تحت سن 18 سنة خلال عام 2019، واستشهد نحو 2700 طفل خلال الفترة ما بين 2000 -2019 وان هذا الارهاب المتواصل يؤكد بدون ادنى شك انه لا تعايش مع من يمارسون هذا النوع من العمليات الارهابية والتي يتم توسيع نطاقها لتشمل العنف وإشعال نيران الحروب واستمرارها فكيف لدولة تدعى الديمقراطية والقيم وهي ضليعة في ممارسة الارهاب وترعى عمليات القمع والتنكيل لجيشها ومجموعات المستوطنين وتتستر على جرائمهم المنافية لكل القيم والأعراف والشرعية الدولية .ان تصنع سلاما .!!
إن إصرار نتنياهو على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية على أراضي دولة فلسطين هو تدمير ممنهج لحل الدولتين، لتنفيذ صفقة القرن المخالفة لكل قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي الذي يعتبر الاستيطان الإسرائيلي كله غير شرعي في جميع الاراضي الفلسطينية، وبات من الواضح ان محاولة نتنياهو لكسب أصوات اليمين الإسرائيلي عشية الانتخابات الإسرائيلية على حساب الحقوق الفلسطينية لن يجلب السلام والاستقرار لأحد، وسيجر المنطقة إلى مزيد من التوتر والعنف لا يمكن لأحد توقع نتائجها .
ان تنفيذ المخطط الاستيطاني يهدف لفصل مدينة القدس بالكامل عن مدينة بيت لحم ما يعني تدمير أية فرصة لإحلال السلام العادل والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية الأمر الذي يستدعي تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي لوقف الجنون الاسرائيلي الساعي لفرض سياسة الأمر الواقع وهذا السلوك الاستعماري واستهتار دولة الاحتلال واستخفافها بالمنظومة الدولية .
لقد شكلت التحديات الراهنة وما افرزته السياسية الامريكية من مراوغات ومؤامرات باتت تستهدف الكل العربي وفي مقدمتها القدس والضفة الغربية والجولان السورية وقضايا الامة العربية والقواسم القومية النضالية والمبادئ المشتركة حيث شكلت الاداة الامريكية محورا داعما للاحتلال الاسرائيلي وبات من الواضح ان الدعم الامريكي غير مسبوق لحكومة الاحتلال والسعى الى تكريس مشروع القطب العالمي الاوحد لأكبر نظام استعماري دولي وتمكينه وفرض سيطرته على النظام العالمي والانقلاب على قرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي في ظل انعدام الأفق السياسي وفي ظل التعنت الإسرائيلي ايضا والتحيز الأميركي المطلق والتنكر للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية العادلة والالتفاف على الشرعية الدولية والانحياز الكامل للاحتلال الاسرائيلي حيث تواصل الإدارة الأمريكية تبني أولويات وسياسات اليمين الإسرائيلي المتطرف وتعميمها وتعمل على تعزيز وتصعيد انتهاكات الاحتلال لحقوق شعبنا عبر اتخاذها لقرارات وإجراءات معادية لحقوقنا المشروعة وفرض ما اسمته صفقة العصر وتطبيقها عمليا على ارض الواقع دون الاعلان عنها بالرغم من الرفض الرسمي والشعبي الفلسطيني لهذه الصفقة وهذا يتطلب موقفا عربيا وأوروبيا ودوليا موحدا لمواجهة تفرد ترامب وإدارته للقضايا الدولية وخاصة على الصعيد العربي ومن المؤكد هنا أن فريق ( ترمب ونتنياهو ) يعملون من اجل القضاء على المشروع الوطني الفلسطيني برمته وأن الخطة الامريكية الاسرائيلية باتت تستهدف تقويض أية فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 والقدس عاصمة لها.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت