كانت جالسة على حافة الرصيف وبحوزتها كتب تلوح بها وهي تصبح كتب كتب من يشتري فاذ بسيارة تقف امامها نزل اثنان منها لم تقف بوجههم ولم تحرك ساكنا سوى صوتها يصدح كتب كتب رواية جديدة قال هي ...أنت ... لم تنظر اليه فإذا به يقترب منها وينزع الكتاب قالت ما بك ؟!
قال ماذا تفعلين هنا ؟ فأجابت ابيع عمري
فرد قائلا تكلمي بأدب
ضحكت ساخرة لماذا ؟! وهل قلت او فعلت شيئا يخل بالأدب
والذي فعلته انت ما هذا ؟! رد عليها مستنكرا انا اتعامل معك واتكلم بالقانون
عادت فضحكت وقالت هل هذا يعني الان ما بين الادب والقانون انا وانت
قالت يا سيدي انا ابيع كتابا يتحدث عن آداب السرقة
فقال آها عن ماذا تتحدثين . .! من هو السارق هل هو المجرم في تفاصيل الكتاب ؟! اخذت نفسها وجلست قائلة لا يا سيدي الجريمة بكل تفاصيلها موجودة في الكتاب الضحية موجودة امامك وفي الكتاب، لكن لم أجد المجرمين بعد هذا العمر قال جريمة ماذا ،وهل هناك مجرمون ايضا
قالت نعم ، فقال هل تعرفينهم ؟ قالت لا ادري ، من الممكن انني اعرفهم وانني احاول ان لا اتعرف عليهم
صرخ وانتفض يريد ان يأخذ الكتب
وقفت وصرخت لا لا لا ارجوك لا لا ترمي فانا هنا في هذه الصفحات
قال اذا عليك ان تذهبي واذا جاءت دورية اخرى لن تدرك ما تقولين وستكون ردة الفعل مغايرة
قالت لا باس سأذهب
اخذت نفسها واستدارت لكتبها
فعاد يصرخ بها لملمي حاجاتك واذهبي من هنا
قالت نعم نعم تمتمت يصوت خافت اغرب عن وجهي ،جميعكم وجه لعملة واحدة
بعد عشر دقائق عادت ذات الدورية وجدها تصرخ كتب كتب
عاد اليها وقال سآخذك الان انت لست صادقة قالت له عمر كامل في الصفحات منهار باك من الخيبات والان لا تنتظر ساعة كي اعيد صفعة واحدة للزمن وابيع كتابا
قال تبيعين كي تجمعي نقودا ، صرخت به قالت له هل انت ابله؟!
ابيع صفحاتي ليس من اجل النقود بل ايمان بالأمل علها تصل لذاك المفقود ويقرا ما حل بي من عنجهية وجبروته كي يعلم ،ليس كل مفقود في الحياة متوفٍ ،لكي يعلم بان من قال النسيان مداو للجروح لا ان الجفاء والنسيان لجرح مفتوح يزيد من المه ومع وقته يمله القيح ولن يشفى صاحبه ولن يسامحه الذي تسبب به فان اغلقت الابواب والهواتف وكل معابر الطرق المؤدية ،تبقى ابواب السماء مفتوحة والاتصال برب العباد في لحظة مسموحة وان للان لم ترفض الورقة القلم سنبقى نكتب حتى نصل مرحلة العدم
قال لها كم عمرك قالت ستين عام نصفها ايام والنصف الاخر ثقل من الاحزان
قال لها انا سأشتري كل الكتب واوزعها على جميع المدن عله يتبعثر بحروفك قبل ان يموت في صدى الكلمات .
/ بقلم الكاتبة الفلسطينية بالشتات الأوروبي "باسله الصبيحي"
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت