هل المصالحة الفتحاوية باتت مستحيلة؟ هذا خطير

بقلم: طلال الشريف

د. طلال الشريف

موضوع إعتقال المناضل الفتحاوي حسام خضر على خلفية النقد من قريب أو بعيد للرئيس قد أشعل الضوء من جديد على قضية الإنقسام الفتحاوي الذي لا يقل خطورة عن الإنقسام الوطني. الذي وضح بصورة جلية بعد إعتقال حسام خضر بأن الإنقسام الفتحاوي متشعب وليس مقتصرا على التيار الإصلاحي في حركة فتح بقيادة النائب محمد دحلان رغم أنه الأكثر تنظيما وفاعلية.
 إن ما عبر عنه السيد حسام خضر في حديثه بعد إطلاق صراحه ينبئ بأن العلاقة بين جمهور فتحاوي واسع في مخيم مثل مخيم بلاطة نابلس له من الصفة الإعتبارية النضالية والرمزية التاريخية للتركيبة السكانية ومقارعة الإحتلال الطويل والمشهود له في الإنتفاضات السابقة يحمل الكثير من المؤشرات على حجم الخلاف مع المركز في رام الله ومن يديرون البلاد .
 كان واضحا أن إطلاق سراح حسام خضر كان إفلاتا من تدهور الخلاف لحالة أكثر حدية لو إستمر إعتقال حسام خضر، ولماذا تصل الحالة الفتحاوية لهذا الطريق؟ فالسلطة فتحاوية والمعتقل والرافضين للإعتقال كجماعة أيضا فتحاوية ؟ هناك غير التيار الإصلاحي ومخيم بلاطة مجموعات رافضة لسياسة الرئيس وفريق الحكم، وحتى هذا فريق الحكم الفتحاوي به من القول الكثير من الخلافات الحادة والحدية تحت الجمر على خلفية الصراع على خلافة الرئيس لا تقل أهمية وخطورة عما تبين من إرهاصات حدية كانت ستتطور على خلفية إعتقال حسام خضر.
تيار إصلاحي بقيادة دحلان ، حسام خضر ومخيم بلاطة ، مجموعات فتحاوية مسلحة معارضة في جنين ونابلس ، جبريل الرجوب ومؤيديه؛ ماجد فرج ومؤيديه، وتوفيق الطيراوي ومؤيديه ، حسين الشيخ ومؤيديه، محمود العالول ومؤيديه، ومراكز قوى داخل الحركة وأطماع التحالفات، والرئيس ومن حوله، ناهيك عن قصة فتح غزة المنقسمة على نفسها، وانقسامات أخرى في كل المناطق والهيئات والشخصيات الفتحاوية، فهل هذه هي فتح التي ستقود المشروع الوطني؟
الرئيس يتحمل مسؤولية كل ما يحدث في فتح بحكم قيادته للحركة في هذا الإتجاه وهو بالمناسبة الخصم في كل هذه التشرذمات الفتحاوية، وعليه أن يدعو الجميع الفتحاوي لإجتماع تصالحي طارئ وسريع دون إستبعاد أحد ليعيد تماسك الحركة قبل فوات الأوان والتعالي عن الخصومات مع الجميع، فخراب فتح يعني إنهيار التيار الوطني المركزي في منظمة التحرير، ما يعني تراجع مجمل التيار الوطني الفلسطيني قبل أن يؤول إلى ما آل إليه حزب العمل في إسرائيل الذي أضعف الحالة الديمقراطية وأدى لصعود الأحزاب الدينية واليمين الصهيوني ووضع المنطقة كلها في عداء لزمن طويل.
إن المصالحة الفتحاوية ليست مستحيلة وبتحقيقها ستؤدي لمصالحة وطنية بالتأكيد.


د. طلال الشريف

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت