الشطحات اليسارية في الثقافة الفلسطينية

بقلم: علي بدوان

علي بدوان

الشطحات اليسارية في الثقافة الفلسطينية


 

(نص صغير مقتطع من نص كبير بعنوان شطحات يسارية في الثقافة الفلسطينية ــ سيرة ذاتية)

... واستتباعاً، شخص أخر، تفرغ في العمل الوطني الفلسطيني منتصف سبعينيات القرن الماضي، بعد مرحلة متواضعة من التعليم الأساسي في مدارس مخيم اليرموك، وكان في مقتبل فتوته وبدايات شبابه، وقد تعلّم "سياقة" السيارات بمهارة جيدة. فاستلم سيارة الإجازات العسكرية التي تنقل المجازين بين لبنان وسوريا على الخط العسكري. دفعه قدره، للإنضواءِ في صفوف فصيلٍ فلسطيني يساري الإتجاه موصوف بشطحاته، وولادته اليسارية المراهقة في شوارع عمان، وكتاباته الحمراء على جدران الجامعي الحسيني الكبير.

صعد ذاك الشاب مع المصطلحات، ومع المقولات اليسارية، ومع جلسات التثقيف والبناء الحزبي الداخلي الى جانب العمل الميداني، مفتخراً بمقولة "نحن أصحاب البندقية المسيسة". معتبراً أن البندقية دون برنامجٍ سياسي تتحول الى "مغارة لصوص".

ومع أنه "من اصحاب البندقية المسيسة" وفق ثقافته المتواضعة التي بدأت بالتشكل، لكن "موس الكباس" كان رفيقه الدائم، ومعه بعض الملحقات، من قشاط الخصر المسمى "شنتنيانة"، حيث يلعب دور السكين أو السيف، الى الــ "بومة" الجارحة.

إنه، نتاج الحالة التجمعية، حالة التكويش، وسيادة (الكذب) الذي بان كثقافة، لها مبرراتها، والتي سار عليها الإتجاه اليساري اياه، معتبراً تلك الممارسات كنوع من الفهلوة والشطارة، التي فاقت بمفرداتها ونهجها سياسات ماكان يتهمهم باستمرار بــ "اليسار المتطرف" عند اليساريين، و "القيادة المهيمنة" عند المرجعية الفلسطينية العليا التي توحد الشعب في الوطن والشتات.

سيادة الكذب، والشطحات اليسارية التي ادخلتها تلك الحالة في الثقافة الفلسطينية، لابد تتلاشى في نهاياة المطاف، فلا بناء حقيقي للكادر (والمسارات وخباياها تُفصح عن نفسها)، فيما حافظت الجبهة الشعبية والبعض الأخرين من اصحاب الإتجاه اليساري، على نقاء الفكرة، حتى لو تم التباين والإختلاف معهم بالسياسة والرأي... ومع التتمة اللاحقة ...

بقلم علي بدوان

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت