في يوم المرأة العالمي العالم

بقلم: رامز مصطفى

رامز مصطفى


 وهو يحتفي في الثامن من أذار بيوم المرأة العالمي ، لا تزال المرأة التي تشكل نصف المجتمع ، تعاني من النظرة الدونية ، من خلفية مورثات وعادات وتقاليد اجتماعية ، من المفترض قد تمّ تجاوزها ، ونحن في القرن الواحد والعشرين ، حيث أصبح العالم قرية صغيرة بفضل ما شهده من ثورة علمية على غير صعيد .

 تاريخ من النضال الاجتماعي الطويل والشاق خاضته المرأة من أجل إنصافها في المساواة وعدم التهميش للحصول على حريتها لتساهم بمسؤولية في بناء مجتمعها ودفعه نحو التطور والتقدم كقوة انتاج فاعلة ، من خلفية أنّ هذه المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على عاتق المجتمع بالمعنى الأوسع ، وبالدرجة الثانية على عاتق الأسرة بالمعنى الأضيق . إنّ الدفاع عن المرأة ، وتمكينها من الحصول على حقوقها الاجتماعية والاقتصادية ، من خلال التصدي لكل الممارسات المتخلفة التي تسعى جاهدة إلى الإبقاء على تخلفها وقهرها وتعنيفها وتهميشها ، والنظرة إليها على أنها سلعة لتحقيق شهوات حيوانية ليس إلاّ ، هي مسؤولية القوى المؤثرة في المجتمع ، بهدف الدفع باتجاه إفساح الطريق أمام المرأة من أجل المشاركة في الحياة السياسية والمجتمعية .

 ونحن نحتفل بيوم المرأة العالمي علينا التوقف أمام عظمة المرأة الفسطينية وتضحياتها على مدار عمر قضيتنا الوطنية ، قبل النكبة ، حيث تصدرت جزء لا يستهان به من مشهد النضال الفلسطيني في مواجهة الانتداب البريطاني ، وعصابات المستوطنين الصهاينة ، حيث مثلت زليخة الشهابي وإميليا سكاكيني وساذج نصار وفدوى طوقان وغيرهنّ من السيدات الفلسطينيات ، مع العديد من الشهيدات اللواتي سقطنّ في تظاهرات القدس ويافا العام 1933 ، ومنهنّ عزبة بنت محمد علي سلامة وجميلة الأزعر ، وعائشة أبو حسن ، الصفحة المشرقة لنضال المرأة الفلسطينية قبل النكبة .

ومسيرة نضال المرأة الفلسطينية تواصلت بعد نكبة العام 1948 ، وانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة العام 1965 ، والانتفاضتين الأولى عام 1987 والثانية العام 2000 ، والعمليات البطولية ، والانخراط في مسيرات العودة . ولو أردنا ذكر أسماء ماجدات وخنساوات وأيقونات فلسطين ، لن نوفيهن حقهنّ ، فمنهن الشهيدة والأسيرة والجريحة والقيادية والمناضلة والمرابطة ، والأديبة والكاتبة المثقفة ، والحقوقية والطبيبة والإعلامية ، والناشطة الاجتماعية ، وسيدة الأعمال ، والمربية والعاملة .
 وختام القول في يوم المرأة العالمي ، المرأة الفلسطينية وحدها من حملت ابنها مرتين ، مرة في صغره طفلاً ، ومرة تزفّه شهيداً فداءً للأرض والإنسان .

 رامز مصطفى
كاتب فلسطيني

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت